الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى إضافة الاسم إلى المسمى، والمسمى إلى الاسم

صفحة 272 - الجزء 2

  أى أنا لا أحسن ذاك. وكذلك هو لعمرى؛ إلا أنه على غير التأوّل الذى رأوه: من زيادة مثل، وإنما تأويله: أى أنا من جماعة لا يرون القبيح، وإنما جعله من جماعة هذه حالها ليكون أثبت للأمر؛ إذ كان له فيه أشباه وأضراب، ولو انفرد هو به لكان غير مأمون انتقاله منه وتراجعه عنه. فإذا كان له فيه نظراء كان حرى أن يثبت عليه، وترسو قدمه فيه. وعليه قول الآخر:

  * ومثلى لا تنبو عليك مضاربه⁣(⁣١) *

  فقوله إذا: باسم الماء واسم السلام إنما هو من باب إضافة الاسم إلى المسمى، بعكس الفصل الأول. ونقول على هذا: ما هجاء سيف؟ فيقول (فى الجواب): س ى ف. فسيف هنا اسم لا مسمى؛ أى ما هجاء هذه الأصوات المقطّعة؟

  ونقول: ضربت بالسيف فالسيف هنا جوهر الحديد هذا الذى يضرب به، فقد يكون الشئ الواحد على وجه اسما، وعلى آخر مسمّى. وإنما يخلّص هذا من هذا موقعه والغرض المراد به.

  ومن إضافة المسمى إلى اسمه قول الآخر:

  إذا ما كنت مثل ذوى عدىّ ... ودينار فقام علىّ ناع⁣(⁣٢)

  أى مثل كل واحد من الرجلين المسمّيين عديّا ودينارا. وعليه قولنا: كان عندنا ذات مرة وذات صباح، أى صباحا أى الدفعة المسماة مرة، والوقت المسمى صباحا؛ قال:

  عزمت على إقامة ذى صباح ... لأمر ما يسوّد من يسود⁣(⁣٣)


= اللغة ٣/ ٢٧٢، ١١/ ٤٣٩، وجمهرة اللغة ص ١٥٥، ٢١٥، والمخصص ٨/ ١٠، ١٤/ ٣٨. فعفع: زجر الغنم ودعاؤها.

(١) عجز البيت من الطويل، وهو بلا نسبة فى أساس البلاغة ص ٤٤٥ (نبو) وصدره:

* أنا السيف إلا أنّ للسيف نبوة*

(٢) البيت من الوافر، وهو بلا نسبة فى شرح المفصل ٣/ ١٣، ولسان العرب (ذا)، وتاج العروس (ذو).

(٣) البيت من الوافر، وهو لأنس بن مدركة فى الحيوان ٣/ ٨١، وخزانة الأدب ٣/ ٨٧، ٨٩، والدرر ١/ ٣١٢، ٣/ ٨٥، وشرح المفصل ٣/ ١٢، ولأنس بن نهيك فى لسان العرب (صبح) =