الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى تسمية الفعل

صفحة 278 - الجزء 2

  اثبت؛ وعليك بكرا: اسم خذ (وهو كثير).

  ومنه قوله:

  أقول وقد تلاحقت المطايا ... كذاك القول إنّ عليك عينا⁣(⁣١)

  فهذا اسم احفظ القول أو اتّق القول.

  وقد جاءت هذه التسمية للفعل فى الخبر، وإنما بابها الأمر والنهى؛ من قبل أنهما لا يكونان إلا بالفعل، فلمّا قويت الدلالة فيهما على الفعل حسنت إقامة غيره مقامه. وليس كذلك الخبر، لأنه لا يخصّ بالفعل، ألا ترى إلى قولهم: زيد أخوك، ومحمد صاحبك؛ فالتسمية للفعل فى باب الخبر ليست فى قوّة (تسميته فى) باب الأمر والنهى. وعلى ذلك فقد مرّت بنا [منه] ألفاظ صالحة جمعها طول التقرّى لها. وهى قولهم: أفّ اسم الضجر، وفيه ثمانى لغات أفّ وأفّ وأفّ وأفّ وأفّ وأفّا وأفّى ممال، وهو الذى تقول فيه العامّة: أفى، وأف خفيفة. والحركة فى جميعها لالتقاء الساكنين. فمن كسر فعلى أصل الباب، ومن ضمّ فللإتباع، ومن فتح فللاستخفاف، ومن لم ينوّن أراد التعريف، ومن نوّن أراد التنكير. فمعنى التعريف: التضجّر، ومعنى التنكير: تضجّرا. ومن أمال بناه على فعلى. وجاءت ألف التأنيث مع البناء كما جاءت تاؤه معه فى ذيّة وكيّة، نعم، وقد جاءت ألف فيه أيضا فى قوله:

  * هنّا وهنّا ومن هنّا لهنّ بها*

  ومنها أوّتاه (وهى اسم أتألّم. وفيها لغات): أوّتاه وآوّه وأوّه وأوه وأوه وأوه وأوّ؛ قال:

  فأوه من الذكرى إذا ما ذكرتها ... ومن بعد أرض بيننا وسماء⁣(⁣٢)


(١) البيت من الوافر، وهو لجرير فى ديوانه ص ٣٥٣، والمقاصد النحوية ٤/ ٣١٩، ولسان العرب (لحق) ويروى (يقلن) مكان (أقول).

(٢) البيت من الطويل، وهو فى الدرر ١/ ١٩٤، وسر صناعة الإعراب ١/ ٤١٩، ٢/ ٦٥٦، وشرح المفصل ٤/ ٣٨، ولسان العرب (أوه)، (أوا)، والمحتسب ١/ ٣٩، والمنصف ٣/ ١٢٦، وهمع الهوامع ١/ ٦١، ويروى (دوننا) مكان (بيننا).