الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

ذكر الأمثلة الفائتة للكتاب

صفحة 417 - الجزء 2

  وأما الهندلع فبقلة، وقيل: إنها غريبة ولا تنبت فى كل سنة. وما كانت هذه سبيله كان الإخلال بذكره قدرا مسموحا به، ومعفوّا عنه. وإذا صحّ أنه من كلامهم فيجب أن تكون نونه زائدة؛ لأنه لا أصل بإزائها فتقابله. فهى إذا كنون كنتأل⁣(⁣١). ومثال الكلمة على هذا: فنعلل. ومن ادّعى أنها أصل، وأن الكلمة بها خماسيّة، فلا دلالة له، ولا برهان معه. ولا فرق بين أن يدّعى أصليّة هذه النون وبين ادّعائه أصلية نون كنتأل وكنهبل⁣(⁣٢).

  وأما كذبذب خفيفا، وكذّبذب ثقيلا ففائتان. ونحوهما ما رويته عن بعض أصحابنا من قول بعضهم: ذرحرح فى هذا (الذرحرح⁣(⁣٣) بفتح الراءين) (أنشد أبو زيد):

  وإذا أتاك بأننى قد بعتها ... بوصال غانية فقل كذّبذب

  ولسنا نعرف كلمة فيها ثلاث عينات غير كذّبذب وذرحرح. وقد أنشد بعض البغداديين (قول الشاعر):

  بات يقاسى ليلهنّ زمّام ... والفقعسىّ حاتم بن همّام

  مسترعفات لصللّخم سام⁣(⁣٤)

  (اللام الأولى هى الزائدة هنا، لأنه لا يلتقى عينان إلا والأولى ساكنة)، وهذا مصنوع للضرورة، يريد: لصلّخم، فاحتاج لإقامة الوزن، فزاد على العينين أخرى، فصار من فعّل إلى فععّل.


(١) الكنتأل، بالضم: القصير، والنون زائدة. اللسان (كتل).

(٢) الكنهبل بفتح الباء وضمها: شجر عطام، وهو من العضاه، قال سيبويه: النون زائدة. وانظر اللسان (كهبل).

(٣) الذّرحرح والذّرحرح والذّروح: دويبّة أعظم من الذباب شيئا، مبرقش بحمرة وسواد وصفرة، لها جناحان تطير بهما، انظر اللسان (ذرح).

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (جدب)، (صلخم)، وتهذيب اللغة ٧/ ٦٥٦، وتاج العروس (صلخم). وروى تمام مكان همام. الرّعف: السبق، ومسترعفات: سابقات. يقال: بعير صلّخم صلّخد وصلخم: جسيم شديد ماض. يريد لصلّخم فزاد لاما.