الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[ذكر كتاب الخوارج في الطعن على أمير المؤمنين # وشيعته]

صفحة 13 - الجزء 1

  وكفَّروا أبا بكر وعمر وقد سماهما رسول الله باسمين اختصهما بهما من بين أصحابه، سمى أبا بكر: الصديق، وعمر: الفاروق، فأنزل الله في أبي بكر: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}⁣[التوبة: ٤٠].

  وقال رسول الله ÷: «اللَّهُمَّ أعز الإسلام بعمر بن الخطاب».

  وأفضل من هذا أنهما قُبرا مع رسول الله ÷ من بين جميع الأُمَّة، فهم في موضع واحد.

  واختص رسول الله ÷ في مرضه الذي مات فيه أبا بكر بالصلاة بالناس فصلى بهم تسعة أيام، وعليٌّ تابع راضٍ بذلك، وأمر رسول الله ÷ أن تسد كل فرجة من المسجد إلا فرجة أبي بكر بن أبي قحافة.

  وأمَّا ما ذكروا من قرابة علي من رسول الله ÷ وأنه أحق بالإمامة فلو كان ذلك كذلك لكان العباس بن عبد المطلب⁣(⁣١) أولى بالإمامة منه؛ لأن العم أولى من ابن العم بالميراث.


= فيهم، وكان من المحرضين على قتل عثمان. بايع علياً # طائعاً ثم نكث البيعة مع الزبير، وخرج على أمير المؤمنين # يوم الجمل في خمسة وثلاثين ألفاً.

(٦) الزبير بن العوام الأسدي، أمه صفية بنت عبد المطلب، عمه النبي ÷. أسلم قديماً، وهاجر وشهد المشاهد كلها، وكان فارساً شجاعاً، بايع طائعاً لعلي # ثم نكث البيعة مع طلحة، وخرج على أمير المؤمنين في معركة الجمل. قتله ابن جرموز في وادي السباع بعد أن اعتزل الحرب لما ذكَّره أمير المؤمنين # حديثاً، وفيه يقول علي #: «ما زال الزبير منا حتى نشأ ولده المشؤم عبد الله». قتل وعمره ٦٧ سنة.

(٧) وفي (ب، ج): أصحاب محمَّد عليه وآله السلام.

(١) العباس بن عبد المطلب بن هاشم، عم رسول الله ÷، أبو الفضل، توفي في المدينة في رجب سنة ٣٢ أو ٣٤ هـ عن ٨٨ سنة. ولم يزل معظماً في الجاهلية والإسلام. وكان رجلاً صيتاً، قيل: إنه كان يُسمع من ثلاثة أيام، وأنه نادى مرة في مكة: (واصباحاه)، فأسقطت الحوامل، وأنه =