الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[ذكر كتاب الخوارج في الطعن على أمير المؤمنين # وشيعته]

صفحة 12 - الجزء 1

  والقرآن هو وأصحابه، وكانوا قبل النبي متمسكين بالحق وهم ينتظرون خروج النبي، ولم يكونوا يهوداً ولا نصارى، وفيهم أنزل الله: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ٥٢ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ٥٣ أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ [بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ]}⁣[القصص: ٥٢ - ٥٤]، وكان لهم في الإسلام سهمان، ولسائر الناس سهم.

  ومنهم عبد الرَّحمن بن عوف⁣(⁣١) الذي أقرض في سبيل الله نصف ماله، أربعة آلاف أوقية ذهب⁣(⁣٢)، وهو الذي أقرض العير [الإبل]⁣(⁣٣) وما عليها في سبيل الله التي قدمت من الشام، فأقرضها جميعاً، والرقيق الذين يسوقونها، فبذلك أنزل الله: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}⁣[الجمعة: ١١].

  ومنهم الثلاثة الذين خُلِّفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وضاقت عليهم أنفسهم⁣(⁣٤).

  ومنهم طلحة بن عبيد الله⁣(⁣٥)، والزبير بن العوام⁣(⁣٦)، والمهاجرين الذين اتبعوهم بإحسان، فكيف يجوز هذا على أصحاب رسول الله⁣(⁣٧) [عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ]؟!.


(١) عبد الرَّحمن بن عوف، أبو محمد القرشي الزهري، المتوفي سنة ٣١ أو ٣٣ هـ، أسلم قديماً وهاجر، وشهد المشاهد، ودُفن بالبقيع.

(٢) وفي (ب، ج) أربعين أوقية ذهب.

(٣) وفي (ب، ح): وهو الذي أقرض أربعة آلاف العير الإبل.

(٤) إشارة إلى قوله تعالى: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}⁣[التوبة/١٨] وهم: كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع العامري، وهلال بن أُميَّة الواقفي. أنظر صحيح مسلم: كتاب التوبة، ح ٤٩٧٣. مسند أحمد: مسند المكيين، ح ١٥٢٢٩.

(٥) طلحة بين عبيد الله، أبو محمد القرشي، قُتل يوم الجمل، قتله مروان بن الحكم وكان في جيشه سنة ٣٦ هـ. سمَّاه رسول الله ÷ طلحة الجواد. كان من خطباء الصحابة وأهل الثروة =