السقيفة وبيعة أبي بكر
  إنّ رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله ÷ توفي، وإنّ رسول الله ما توفي، والله ما مات ولكنه ذهب إلى ربّه كما ذهب موسى بن عمران فغاب عن قومه أربعين ليلة ثم عاد إليهم بعد أن قيل: قُتل.
  والله ليرجعنّ رسول الله كما رجع موسى فليقطعنَّ أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله مات(١).
  وفي غير رواية ابن شهاب، قال: فقال له أبو بكر: يا أبا حفص؛ بلى قد مات رسول الله. أما سمعت الله يقول: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}[الزمر: ٣٠]؟
  قال: وإن هذا لفي كتاب الله؟!.
  قال: فضرب الأرض بدرَّته. قال: ومات والله رسول الله(٢).
= وعن أبي ذر وأبي بكرة وعلي وعثمان وسعد وسلمان وأبي سعيد الخدري وعائشة وابن عباس وابن عمر وغيرهم. وعنه الزهري فأكثر وقتادة وعمرو بن دينار وعطاء الخراساني وخلق.
(٥) أبو هريرة الصحابي المشهور الدوسي، اختلف في اسمه اختلافاً كبيراً لم يختلف في اسم أحد مثله، توفي سنة ٥٧ هـ وقيل: ٥٨ هـ وهو ابن ٧٨ سنة، وقيل: سنة ٥٩ هـ. أكثر الصحابة رواية على الإطلاق. ضربه عمر بالدِّرَّة. وفي مسند أبي داوود الطيالسي: أن عائشة أنكرت عليه رواية حديث رواه. وروى عنها ابن قتيبة نحو ذلك. وروى ابن عباس وعائشة أنهما أنكرا عليه حديث الاستيقاظ. وروى له البخاري عنه ÷ فلما قيل له أنت سمعته من رسول الله؟ قال: لا؛ بل من كيسي!. لحق بمعاوية ودخل الكوفة وأساء القول في أمير المؤمنين #. واستعمله عمر بن الخطاب على البحرين وعزله. قال في الجداول: وقد أكثر في تقريضه الحشوية كالشوكاني وغيره. وأما المتأخرون فروايتهم عنه احتجاج للمذهب بما يقبله الخصم. روى عنه من الصحابة والتابعين الجم الغفير، وقيل أن عددهم ثمانمائة. وممن روى عنه من الصحابة: ابن عباس، وابن عمرو، وجابر بن عبد الله، وأنس، وواثلة بن الأسقع، وعائشة.
(١) تاريخ الطبري: ١/ ١٨١٨.
(٢) وفي مصادر أخرى: تلا أبو بكر قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ..} الآية [سورة آل عمران: الآية/١٤٤]. أنظر الغدير للأميني عن شرح المواهب للزرقاني: ٨/ ٢٨١، =