الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

رجع الحديث [عن السقيفة]

صفحة 113 - الجزء 1

  فقل للخوارج ولمن قال بمقالتهم: أيكون خير أهل الله من جهل أن رسول الله يموت ومن لم يعلم ما في كتاب الله؟

  وقل لهم: ألم يشكر عمر لأبي عبيدة مؤازرته له ولأبي بكر وقيامه معهما يوم بيعة أبي بكر، حتّى كان من قول عمر يوم الشورى متلهفاً على أبي عبيدة بعد وفاته:

  لو أدركت سالماً مولى أبي حذيفة⁣(⁣١) وأبا عبيدة بن الجراح ما تخالجني فيهما الرأي.

  يزعم أنه لم يخالجه الرأي في سالم، على أن سالماً لما كان لقيطاً لا يُعرف أبوه، ولا في أبي عبيدة لفضيلة⁣(⁣٢) كانت له ينال بها الخلافة. إنّ هذا لمن الأعاجيب بَيِّنٌ. وزعم أنّه يخالجه الرأي في علي بن أبي طالب #.

رجع الحديث [عن السقيفة]

  قال أبو بكر [لعليّ]: فإن لم تبايعني فلا أكرهك.

  قال أبو عبيدة لعليّ: يا ابن عم؛ إنّك حدث السِّن وهؤلاء مشيخة قومك، وليس لك مثل معرفتهم وتجربتهم للأمور، وإنّي لأرى أبا بكر أقوى على هذا الأمر منك، وأشد احتمالاً، فارض وسلِّم فإنّك إن تعش ويطل بك العمر فإنّك بهذا الأمر خليق به حقيق في فضلك وسابقتك وقرابتك.

  فقال علي ¥: يا معشر المهاجرين؛ الله الله! لا تُخرجوا سلطان محمِّد في العرب من داره وقعر بيته⁣(⁣٣) إلى دوركم وقعر بيوتكم، وتدافعوا أهله عن مقامه في الناس؛


= الطبقات لابن سعد: ٢/القسم ٢/ ٥٤، تاريخ الطبري: ١/ ١٨١٧ - ١٨١٨، تاريخ ابن كثير: ٥/ ٢٤٣، السيرة الحلبية: ٣/ ٣٩٢. معالم المدرستين: ١/ ١٤٩ - ١٥٠. وراجع ابن ماجة: ح ١٦٢٧، والآية: ١٤٤ من سورة آل عمران. وإنّ هذه الآية الّتي قرأها على عمر هي التي كان قد قرأها ابن مكتوم - كما في هذه المصادر -.

(١) سالم مولى أبي حذيفة: هو ابن معقل، ويقال: أبو عبيد بن عتبة فارسي الأصل شهد بدراً وقتل يوم اليمامة.

(٢) (ب، ج): لا لفضيلة.