فلما كان في الليلة التي زعمتم أن رسول الله ÷ أخبره أنه يقتل فيها بات ليلته يصلي إلى أن كان عند طلوع الفجر ¥ وهو في ذلك يختلف ويتمثل ويقول - رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ وَمَغْفِرَتُهُ وَرِضْوَانهُ:

  أشدد حيازيمك للموت ... فإن الموت لاقيك

  ولا تجزع من الموت ... إذا حلّ بواديك⁣^(⁣١)

  قالت له ابنته أم كلثوم: يا أبة؛ لطال سهرك ليلتك هذه وتمثلك بهذا البيت؟

  فقال لها ¥: يا بنية؛ هذه آخر ليلة من الدنيا، وأول ليلة من الآخرة.

  فخرج عند طلوع الفجر فلقيه ابن ملجم - عليه لعنة الله وسخطه - فقتله⁣^(⁣٢).

  فقل للخوارج: أليس قول النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ لعليّ: «أكفف يدك واحقن دمك» لحجة على علي؟

= الزوائد للهيثمي: ٩/ ١٣٧، كنز العمال للمتقي الهندي: ٦/ ١٥٧ و ٣٩٨، الطبقات لابن سعد: ٣/القسم ١/ ٢٢ - ٢٣.

(١) الطبقات الكبرى لابن سعد: ٣/ ٣٣، أنساب الأشراف للبلاذري: ٢/ ٥٠٠ ح ٥٤٥، لسان الميزان: ٣/ ٤٤٠، تاريخ دمشق لابن عساكر من ترجمة أمير المؤمنين #: ٣/ ٣٣٩ ح ١٣٦٣، أنظر هامش المناقب للكوفي: ٢/ ٣٧ - ٣٨.

(٢) وخبر مقتل الإمام علي # تجدها في المصادر التالية: المصابيح لأبي العباس الحسني، والشافي للإمام المنصور بالله #، والحدائق الوردية لحميد الشهيد، وشرح مآثر الأبرار للزحيف، وشرح الدامغة للحسن بن صلاح. وتاريخ الطبري: ٦/ ٨٣، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ٢/ ٤٢، أُسد الغابة لابن الأثير: ٣/ ١٦٨، الإمامة والسياسة لابن قتيبة: ١/ ١٣٤، البداية والنهاية لابن كثير: ٧/ ٣٢٥، تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص ١١٧، طبقات ابن سعد: ٣/ ٢٢، والإرشاد للمفيد: ص ٦، شرح شافية أبي فراس: ص ٩٩، الاستيعاب لابن عبد البَّر: ٢/ ٢٨٢. أنظر مقاتل الطالبيين لأبي فرج الأصفهاني: ص ٢٨ - ٣٧.