الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[امتناعه # عن مجاهدة الخلفاء الثلاثة]

صفحة 121 - الجزء 1

  ولا يوقع عليه القتل؛ إذ كان عليٌّ قد علم أن ابن ملجم يقتله، فقد كان النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ قد علم أن المشركين لا يقتلونه؛ لأن الله تبارك وتعالى قد أخبره أنه ميِّت وأنهم ميتون، ولم يقل: إنك مقتول.

  وقد حذّره الله القتل فأمره بالهرب إلى الغار، وذلك ما روى حفص بن عمر⁣(⁣١) عن وكيع بن الجراح، عن ربيع بن صبيح⁣(⁣٢) عن عَنبسة الحداد⁣(⁣٣) عن مكحول⁣(⁣٤):

  عن ابن عباس قال: لما أجمع المشركون من قريش على قتل رسول الله ÷ اجتمعوا في دار بمكَّة يقال لها دار الندوة، فأجمعوا أمرهم على قتله.

  [فـ] ـنزل عليه جبريل # فقال له: (يا محمَّد؛ إن الله يقرئك السلام ويقول لك: إن المشركين قد ائتمروا بقتلك فاخرج من مكَّة فإن فيها قتلك إلا ما شاء الله). فهرب إلى الغار - عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ - فاختفى فيه.


(١) حفص بن عمر بن الأنصاري بن الحارث بن سَخيْرَة الأزدي، أبو عمر الحوضي البصري النمري، المتوفي سنة ٢٢٥ هـ. روى عن شعبة وغيره، وعنه أبو داود وغيره.

(٢) الربيع بن صبيح السعدي، أبو بكر البصري العدلي، المتوفي سنة ١٦٠ هـ. روى عن الحسن، وابن سيرين، ومجاهد، وغيرهم. وعنه ابن مهدي، والثوري، ووكيع، وغيرهم.

(٣) عَنبسة - بفتح العين مهملة والموحدة بينهما نون ساكنة - ابن عمار. عن عكرمة. وعنه سعدي بن محمد الوراق. قال في الطبقات: عنبسة بن هريرة، عن عكرمة: مجهول. وقيل: عنبسة بن عمار، حجازي قدم الكوفة. روى عن ابن عمر، وعنه عيسى بن يونس. وفي التقريب: عنبسة بن عمار الدوسي ويقال القرشي، حجازي قدم الكوفة.

(٤) مكحول، كنيته أبو عبد الله، المتوفي سنة ١١٣ هـ وقيل ١١٢ هـ، وقيل غير ذلك. روى عن أبي أمامة الباهلي وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك ومحمود بن الربيع وعبد الرحمن بن غنم وغيرهم، وعنه أيوب بن موسى والعلاء بن الحارث، وزيد بن واقد وثور بن يزيد وحجاج بن أرطأة وآخرون كثير.