[مجموع ما رواه أبو بكر واحدا وعشرين حديثا]
  قال: فمن أعجب من قوم يطلبون أمراً بقتال إن دُفع إليهم بغير قتال لم يحسنوه؟
  قالوا: فنسألك بالله أعندك علم ممَّا سألتنا عنه؟
  قال لهم: نعم؛ وما سألتكم عن شيءٍ إلا وقد علّمنيه رسول الله ÷.
  هذا روايتكم عنهما جميعاً، وفيهما ولهما بإقرارهما على أنفسهما، والله جل ثناؤه يقول: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}[يونس: ٣٥]؛ فالهادي إلى الحق أحق أن يتبع.
[مجموع ما رواه أبو بكر واحداً وعشرين حديثاً]
  وقد روت العامة أن جميع الأحاديث المسندات التي رويت عن رسول الله ÷ روى أبو بكر من ذلك إحدى وعشرين حديثاً(١) قد أثبتناها في كتابنا هذا بإسنادها؛ منها:
  [١ -] حديث عكرمة(٢) عن ابن عبَّاس قال أبو بكر: يا رسول الله؛ إنَّا إذا كنا في بعض ليل سمعنا وجبة، فإذا أصبحنا أبصرنا بقولنا مقدوراً؟
  فقال: «ذلك شيطان يكيدكم، فإذا أنت سمعته فقل: بسم الله أجب رسول الله. فإنك ستلزمه».
  فلزمته، فقال: دعني فإنِّي لا أعود.
  فتركته، وأعلمت رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ بذلك فقال: «كذلك يا أبا بكر سيعود».
(١) الأحاديث المذكورة (٢٠) حديثاً، ويبدو لي أن الحديث الحادي والعشرين هو: أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال: «من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم»، وقد يكون سقط من قبل الناسخ، والحديث أخرجه محمّد بن إسماعيل الأمير الصنعاني في كتابه: سبل السلام ٤/ ١٩٠.
(٢) عكرمة بن عبد الله البربري، أبو عبد الله مولى عبد الله بن عباس ®، المتوفي سنة ١٠٧ هـ، أصله من البربر، وهب لعبد الله بن عباس فاجتهد في تعلميه القرآن والسنة، روى عن ابن عباس، والحسن بن علي، وابن عمر، وأبي سعيد، وأبي هريرة، وعائشة، غيرهم.