الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[الجواب على من قال: إن الشيعة كفرت أصحاب رسول الله ÷]

صفحة 143 - الجزء 1

  فإن قالوا: لا يجوز عليهم الخطأ ببيعتهم؛ لأن فيمن بايعه - زعموا - أخيار أصحاب رسول الله ÷؛ منهم: سلمان الفارسي وكان يقرأ التوراة والإنجيل والقرآن وينتظر خروج النبي ÷.

  ومنهم⁣(⁣١): أبو ذر الغفاري الذي قال فيه رسول الله ÷: «ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق عند الله من أبي ذر»⁣(⁣٢).

  ومنهم: عمَّار بن ياسر الذي قال فيه رسول الله ÷: «خليلي في الله عمَّار بن ياسر»، و «ربّ ذي طمرين لا يُوْبَهَ له لو أقسم على الله لأبر قسمه».

  ومنهم: أبو عبيدة بن الجراح الذي قال فيه رسول الله ÷: «أبو عبيدة أمين هذه الأُمَّة»⁣(⁣٣).

  ومنهم: طلحة بن عبيد الله، والزبير. ولم يذكروا لهما فضيلة لعلَّة بينهم، ونحن مجيبوهم على هذا إن شاء الله تعالى.

  (الجواب): فقل للخوارج ولمن قال بمقالتهم: ما حجتهم على من خالفهم فقال: أخطأ القوم جميعاً؛ إذ ولَّوا رجلاً لم يأمنه رسول الله ÷ على أن يبلّغ عنه سورة من كتاب الله يقرأها على الناس يوم الحج الأكبر حتى أرسل خلفه علي


(١) نخ (ب): وفيهم.

(٢) سنن ابن ماجة: المقدمة، باب ١١ ح/١٥٦. سنن الترمذي: كتاب المناقب، باب مناقب أبي ذر، مسند أحمد: ٢/ ١٤٣ و ١٧٥ و ٢٢٣ و ٥/ ٣٥١ و ٣٥٦ و ٤/ ٤٤٢، وطبقات ابن سعد: ط. أوربا، ٤/ق ١/ ١٦٨ معالم المدرستين: ١/ ٤٦٤.

(٣) أنظر العقد الفريد لابن عبد ربِّه: ٤/ ٢٧٤.