[الجواب على من قال: إن الشيعة كفرت أصحاب رسول الله ÷]
  بن أبي طالب فأخذها منه(١)، وتركوا أبا عبيدة بن الجرَّاح الذي - زعموا - أن رسول الله ÷ أنه قال: «أبو عبيدة أمين هذه الأُمَّة»؟!
  فما عذرهم عند الله ø إذ تركوا الأمين واستخلفوا غير الأمين؟
  وما حجتهم على من خالفهم فقال: أخطأ القوم إذ تركوا رجلاً كان يقرأ القرآن والتوراة والإنجيل والزبور، وولوا رجلاً لم يكن يقرأ القرآن، ولم يحفظه، ولم يؤلفه إلاَّ من أفواه الرجال وشهادة الشهود؟
  وما حجتهم على من خالفهم فقال: أخطأ القوم إذ ولَّوا رجلاً قال: (وليتكم ولست بخيركم) أنه يقول بما لم يعلم، وتركوا أبا ذر الذي قال فيه النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ: «ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق عند الله من أبي ذر»؟
  وما حجتهم على من خالفهم فقال: أخطأ القوم إذ ولَّوا رجلاً كان يدعو إلى بيعة من كانت بيعته فلتة وقى الله المسلمين شرها، وتركوا عمَّار بن ياسر الذي قال فيه رسول الله
(١) وذلك عندما أرسل الرسول الله ÷ أبا بكر بتبليغ سورة براءة، فمن الأحاديث الدالة على ذلك في مسند أحمد وغيره، واللفظ لمسند أحمد قال: عن علي قال: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي ÷ دعا النبيُّ ÷ أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكَّة، ثمّ دعاني النبيُّ ÷ فقالي لي: «أدرك أبا بكر، فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكَّة فاقرأه عليهم». فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبيّ ÷ فقال: يا رسول الله؛ نزل فيَّ شيءٌ؟ قال: «لا؛ ولكن جبرئيل جاءني فقال: لن يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك». أنظر مسند أحمد: ١/ ١٥١، الرياض النضرة للمحب الطبري: ٢/ ٢٠٣، مجمع الزوائد للهيثمي: ٩/ ١١٩.
وفي مضمون الحديث أيضاً أنظر صحيح الترمذي: ٢/ ١٨٣، خصائص النسائي: ص ٢٠، تفسير ابن جرير: ١٠/ ٤٦ - ٤٧، مستدرك الصحيحين: ٣/ ٥١، مسند أحمد بن حنبل: ١/ ٣ و ٣٣٠، كنز العمال: ١/ ٢٤٦ و ٦/ ٣٣٩، ذخائر العقبى للمحب الطبري: ص ٦٩، مجمع الزوائد للهيثمي: ٩/ ١١٩، تفسير الدر المنثور للسيوطي: ٣/ ٢١٩ - ٢١٠ معالم المدرستين لمرتضى العسكري: ١/ ٢١٣ - ٢١٤.