[الجواب على من قال: إن الشورى فرض من الله تعالى]
  قالوا: اللهم لا.
  ثم قال: أناشدك الله يا عثمان، وأنت يا طلحة، وأنت يا زبير، وأنت يا عبد الرَّحمن، أما كنتم عشرة رجال عند رسول الله ÷، وأبو بكر، وعمر، وأنتم أيُّها الأربعة، وسلمان الفارسي، والمقداد، ويزيد بن الحصيب الأسلمي، فقال رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ لأبي بكر: «قم يا أبا بكر فسلم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب»(١).
  فقال أبو بكر: أمن الله ومن رسوله؟
  قال: «نعم».
  فقال لعمر، فقال مثل مقالة أبي بكر: أمن الله ومن رسوله؟
  قال النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ: «نعم».
  ثم قال لك يا عثمان فقلتَ مثل ما قالا، ثم قال لجميعكم فلم تقولوا مثل ما قالوا؛ (بل) سلمتم ورضيتم؟
  قالوا: اللَّهُمَّ نعم؛ قد كان ذلك جميع ما قلت، لا يُنكر ولا يُجحد.
  فسل الخوارج ومن قال بمقالتهم: بماذا تدافعون هذه الحجج؟!.
  أمَا كان حُجَّة أصحاب الشورى على أمير المؤمنين يومئذٍ!؟
[الجواب على من قال: إن الشورى فرض من الله تعالى]
  [فإن قالوا](٢): إن الشورى فرض من الله تبارك وتعالى لقوله: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}[الشورى: ٣٨]؟
  فقل لهم: ما حجتهم على من خالفهم فقال: إنما نزلت في الخلق عامة تأديباً لهم لا فرضاً عليهم، واحتج بقول الله تبارك وتعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا
(١) أمالي المرشد بالله #: ١/ ١٤١، تنبيه الغافلين للحاكم الجشمي، المنير للطبري: ص ٢٢٩.
(٢) سقط من (أ)، وأثبت من (ب).