الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[الجواب على من قال: إن الشورى فرض من الله تعالى]

صفحة 188 - الجزء 1

  قالوا: اللهم لا.

  ثم قال: أناشدك الله يا عثمان، وأنت يا طلحة، وأنت يا زبير، وأنت يا عبد الرَّحمن، أما كنتم عشرة رجال عند رسول الله ÷، وأبو بكر، وعمر، وأنتم أيُّها الأربعة، وسلمان الفارسي، والمقداد، ويزيد بن الحصيب الأسلمي، فقال رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ لأبي بكر: «قم يا أبا بكر فسلم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب»⁣(⁣١).

  فقال أبو بكر: أمن الله ومن رسوله؟

  قال: «نعم».

  فقال لعمر، فقال مثل مقالة أبي بكر: أمن الله ومن رسوله؟

  قال النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ: «نعم».

  ثم قال لك يا عثمان فقلتَ مثل ما قالا، ثم قال لجميعكم فلم تقولوا مثل ما قالوا؛ (بل) سلمتم ورضيتم؟

  قالوا: اللَّهُمَّ نعم؛ قد كان ذلك جميع ما قلت، لا يُنكر ولا يُجحد.

  فسل الخوارج ومن قال بمقالتهم: بماذا تدافعون هذه الحجج؟!.

  أمَا كان حُجَّة أصحاب الشورى على أمير المؤمنين يومئذٍ!؟

[الجواب على من قال: إن الشورى فرض من الله تعالى]

  [فإن قالوا]⁣(⁣٢): إن الشورى فرض من الله تبارك وتعالى لقوله: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}⁣[الشورى: ٣٨]؟

  فقل لهم: ما حجتهم على من خالفهم فقال: إنما نزلت في الخلق عامة تأديباً لهم لا فرضاً عليهم، واحتج بقول الله تبارك وتعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا


(١) أمالي المرشد بالله #: ١/ ١٤١، تنبيه الغافلين للحاكم الجشمي، المنير للطبري: ص ٢٢٩.

(٢) سقط من (أ)، وأثبت من (ب).