الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[اشتغال علي # بجهاز رسول الله ÷]

صفحة 191 - الجزء 1

  فلما حضرت أبا بكر الوفاة دعا الناس إلى بيعة عمر أخيه، ورد الأمر إليه، وكذلك قال أمير المؤمنين # يوم بيعة أبي بكر لعمر حين قال عمر لعليٍّ: أيُّها الرجل لست بمتروك أو تبايع.

  فكان من قول علي لعمر: احلب حلباً لك شطره، أشدد له الأمر اليوم ليرده عليك غداً.

  فقل للخوارج ولمن قال بمقالتهم: أليس قد حلب عمر لأبي بكر ورد عليه أبو بكر فقام عمر مقام أخيه بالخلافة.

  فلما حضرته الوفاة نظر إلى من بقي من الأخوة الذين آخا بينهم رسول الله ÷ ممَّن يصلح للخلافة عندهم، فإذا عثمان بن عفّان وعبد الرَّحمن بن عوف أخوان، وإذا طلحة والزبير أخوان، وإذا علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقّاص ليس واحد منهما لصاحبه بأخ.

  فعلم عمر أن كل واحد من هؤلاء الأربعة؛ كل واحد منهم يدعو إلى أخيه ولا يؤثر عليه أحد.

  وعلم أن عبد الرَّحمن بن عوف وسعد بن وقاص ابنا عم، زهريان، كل واحد منهما صِهر لصاحبه مع الأخوة.

  فأمر الخمسة واحد من جهة الأخوة والقرابة والصهورة، وبقي على بن أبي طالب # ليس له في القوم أخ، ولا صهر، ولا قريب، ولا من يعتضد به، ولا من يدعو إليه؛ غير أن الزبير قد كان دعا إلى علي يوم بيعة أبي بكر فخرج بسيفه وقال: لا أبايع إلا عليّاً.

  فصاح عمر: اقتلوا الكلب - يعني الزبير -.

  فوثب إليه أسيد بن الحضير⁣(⁣١) وسلمة بن أسلم فانتزعوا السيف من يده.


(١) في (أ): حصين، وقد سبقت ترجمته.