[الفرق بين الإيمان والائتمان]
  [وأمَّا الحكم](١): فقول الرجل للقاضي: (أحكم بالحق)، فليس للقاضي أن يعدو حكم الله؛ لأنه مؤتمن.
  وكذلك(٢) أمير المؤمنين # إنما أمر أبا موسى أن يحكم بالائتمان منه على الإيمان.
[الفرق بين الإيمان والائتمان]
  فإن قالت الخوارج: ما الفرق بين الإيمان والائتمان، وما المعنى فيهما؟
  فقل لهم: أمَّا الإيمان: فمثل الرَّجل يُوَكِّل الرَّجل فيما يثق به، فهو أمينهُ، والعدل عنده في كل ما صنع، راضياً بذلك عليه وله.
  وأمَّا الائتمان: فمثل الرجل يأمر (اليهودي والنصراني)(٣) فيقول له: (اتق الله وانظر في وجه النظر، واحكم بما حكم الله)، واليهودي والنصراني عنده غير ثقتين ولا أمينين، فمتى حكما بحكم الله خرجا من كفرهما.
[الجواب على الخوارج في تحكيم علي # الحَكمين وهو يعلم أنهما يخلعانه]
  وزعمت الخوارج ومن قال بمقالتهم: أن الشيعة تقول: إن علي بن أبي طالب يعلم الغيب.
  ولو كان يعلم الغيب لما حَكَّم الحكمين وهو يعلم أنهما يخلعانه.
(١) سقط من (أ)، وأثبت من (ب).
(٢) نخ (أ): فكذلك.
(٣) نخ (أ): النصارى واليهود ويقول ..