الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[7 - إخباره ÷ بما كان قبله وبما يكون بعده من الأعاجيب والفتن]

صفحة 215 - الجزء 1

  ينطق، ورسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ حُجَّة الله على خلقه، والشاهد على الأولين والآخرين يوم القيامة، يدل على ذلك قوله ø: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا}⁣[النساء: ٤١].

  وقوله: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ٤٥ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}⁣[الأحزاب: ٤٥ - ٤٦]؛ فهو الشاهد على الخلق، والمطلّع على أعمالهم حيّاً وميِّتاً ~ وَآلِهِ، يدل على ذلك قوله ø: {وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}⁣[التوبة: ١٠٥] هذا في الدنيا.

  ثم قال: {وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}⁣[التوبة: ١٠٥] هذا في الآخرة.

  فإن قالوا: قد نرى الله قد استثنى مع رسوله على الإطلاع على أعمال العباد المؤمنين، فَمَن هؤلاء المؤمنون الذين استثناهم الله؟

  فقل لهم: أولئك حُجَج الله وأوصياء رسوله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ؛ لأن الله ø قد احتج بهم على خلقه خلفاء من بعد النبي ÷ واحداً بعد واحدٍ، فلذلك سمَّاهم فقال: {وَالْمُؤْمِنُونَ}.

  فإن أنكروا ذلك على الأوصياء خاصة، وقالوا: هي في المؤمنين عامَّة.

  فقل لهم: فليقصدوا لنا رجلاً⁣(⁣١) منهم أو من غيرهم ممَّن لا يشكّون في إيمانه ليخبر رجلاً منا أو من غيرنا من عمله الذي يعمل في منزله في ليل أو نهار، أو سر أو علانية، حتى نعلم أنه من أهل هذه الآية الذي يطلعون مع الله ومع رسوله على أعمال العباد إن كانوا صادقين.


(١) نخ (ب): فليقصدوا لنا إلى رجل.