[7 - إخباره ÷ بما كان قبله وبما يكون بعده من الأعاجيب والفتن]
  فإن قالوا: لسنا ننكرها عن رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ وعلم ما أطلعه الله عليه؛ إذ كان حُجَّة الله على خلقه، ولكن ننكر قولكم إن علي بن أبي طالب يعلم الغيب، وإنكم إنما تأولتم فيه، وقلتم فيه ما ليس فيه ولا له، ولم يدّعه لنفسه.
  قلنا لهم: أمَّا نحن فلم ندع أن عليّاً يعلم من الغيب شيئاً من تلقاء نفسه، أو أنه إله.
  ونحن ننسبه إلى أبي طالب، فالإله ليس له أب، وننسب الحسن والحسين إليه ابنين، والإله لا ولد له، ونقول إنه [زوج](١) فاطمة [^](٢)، والإله لا صاحبة له، وهو بشر يناله من الملالة والضجر، والموت والحياة ما ينال مثله، وهو متعبد في صلاته وصيامه وحَجِّه وجهاده.
  فمن كان على هذا الحال كيف يكون إلهاً؟ وَلِمْ أتعب نفسه بالعبادة، وَلِم خلق معاوية إن كان إلهاً حتى يقاتله، وَلِم خلق ابن ملجم حتى يقتله؟ إن هذا الإله ضعيف، وهذا قول الرعاع والهمج، ومن لا رَوِيَّة له، ولا معرفة عنده.
  وكيف تقول الشيعة هذا وهم رجال الأُمَّة في أهل العلم والنظر، والتوحيد والعدل، ولولاهم لظهرت الزنادقة على الأُمَّة، ولا كان في سائر الفرق تمييز بين الحق والباطل، ولا من يعرف الخطأ من الصواب.
  فهم رجال الإسلام، والذابون عن دين الله ø، وأهل الفتش والنظر والعلم بالقرآن والحجج المنيرة، والأقوال الرشيدة، والبيان الزاهر، ولله ø المِنَّة عليهم في ذلك؛ إذ هم الفرقة الناجية.
  ولكن من قول الشيعة: إن رسول الله ~ وَآلِهِ قد أطلعه الله من غيبه على ما يحتج به على عباده ليكون له عليهم بذلك شهيداً، ويكون له بتصديقهم إيَّاه حُجَّة، فلم
(١) من (ب، ج)، وفي (أ): زوجته.
(٢) من (ب).