الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[اطلاعه ÷ عليا # على بعض المغيبات، وذكر جملة من ذلك]

صفحة 221 - الجزء 1

  علم أنه لا يؤمن وأنه سيصلى ناراً ذات لهب؟؛ فليس يلزم عليّاً بعلمه أن الحكمين يخلعانه إلا ما يلزم رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ إذ دعا أبا لهب وهو يعلم أنه لا يجيبه.

  ولم أنذر رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ عشيرته وقد علم أنهم لا يؤمنون؟

  ولم أمر الله موسى # بدعاء فرعون وبني إسرائيل وهو يعلم أنهم لا يؤمنون؟

  فإن قالوا: إن الله بعث رسله حججاً على الخلق لأن لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.

  فقل لهم: لسنا في الحجة؛ إنما نحن في العلم، زعمتم: لم حكّم علي ¥ وهو يعلم؟

  فقلنا لكم: فلم فعل الله ø وأنبياؤه⁣(⁣١) وهم يعلمون؟

  الجواب: ولكن من قول الشيعة في أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، ووارث علم النبيئين علي بن أبي طالب #: أن رسول الله ÷ قد عهد إليه بما لم يعهده⁣(⁣٢) إلى غيره، وأوصى إليه بما لم يوص به إلى غيره، وأطلعه من العلم الذي جهلته الخوارج وغيرهم مما عاينوه ولم يقدروا⁣(⁣٣) على إنكاره ولا على جحوده ما لم يطلع عليه أحد من الخلق.

  فإن قالوا: لا يجوز أن يُطْلِع رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ علي بن أبي طالب على شيء من أمر دين الله ويكتمه عن الأمة؛ هذا منفي عن رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ.

  فقل لهم: أمَا ما يحتاج الخلق إليه مما افترض الله عليهم⁣(⁣٤) من الأمر والنهي؛ كالصلاة، والزكاة، والحج، والصيام، وما يكون الخلق فيه شرعاً فقد أعلمهم بذلك وأداه إليهم؟


(١) في (ب): بأنبيائه.

(٢) نخ (أ): يعهد.

(٣) نخ (أ): يعذروا.

(٤) في (ب): مما افترضه الله تعالى عليهم.