الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[إخباره # ما يجري من أمر خلافة بني أمية ومن بعدهم من بني العباس قبل وقوعها، وكذلك إخباره عن ظهور المهدي #]

صفحة 224 - الجزء 1

  ثم حمد الله وأثنى عليه، ثم قال:

  سيكون من بعد ما ترون أمور كثيرة؛ إنه سيلي هذا الأمر من بعدي نفر من بني أُميَّة، يلي منهم رجل يجتمع عليه أمر الأُمة واسع الصدر، ضخم الحلقوم، يأكل ولا يشبع، لا يموت حتى لا يبقى له في السماء ناصر، ولا في الأرض عاذر.

  ثم تفضي من بعده إلى رجل شرير، جريء على الله، مستحل لما حرم الله، يميز⁣(⁣١) عقبي، ويقتل ولدي، ويذبح حرم رسول الله ÷، يتعدى على عباد الله، قليل العمر، كثير في سياسته شره.

  ثم تفضى من بعده إلى رجل بخيل ذي حمية وعصبية، إمام جاهلية، ليس بمحمود في فعله وفي جنده، يختل دين الله، يقتل في حرم الله وأمنه.

  ثم تفضى من بعده إلى رجل كثير المثالب، منتصر الكتائب، يذل العباد، ويدوخ البلاد، كثير الفساد والأعوان والأجناد.

  ثم تفضى من بعده إلى رجل ليس بدونه في الشر، لا يقيل عثرة، ولا يستر عورة. يسير بسيرة أبيه، ليس له شبيه، ذي لسان طويل، ونَيْل قليل.

  ثم تفضى منه⁣(⁣٢) إلى رجل متعاهد بجنده، مانع لرفده، قليل وفاؤه، نزير عطاؤه.

  ثم تفضى من بعده إلى رجل متورع ممسك⁣(⁣٣) وليس كذلك ذي نفاق، ويقسم الزكاة والفيء⁣(⁣٤)، ويكثر الصوم والصلاة؛ يتصنع للرعية، ويقسم بالسوية، يقتله آمن خدمه عنده، وأحظى حشمه لديه.


(١) في (ب): من.

(٢) في (ج): من بعده.

(٣) (ب): متنسك.

(٤) في (ب): [و] يقسم الفيء والزكاة.