[إخباره ~ ميتما بما سيقع به من القتل والصلب على يد الدعي عبيد الله بن زياد]
  تأتيني به، فتخرج إلى القادسية فتقيم بها أياماً، فإذا أُقْدِمْتُ عليك ذهبت بي إليه فيقتلني على باب عمرو بن حُريث(١)، فإذا كان اليوم الرابع ابتدر منخاري دماً عبيطاً.
  قال: وكان ميتم يمر بالنخلة السمحة فيضرب بيده عليها ويقول: يا نخلة لك نبت ولك غذيت.
  وكان يمر بعمرو بن حُريث فيقول: يا عمرو! إذا جاورتك فأحسن جواري.
  فكان عمرو يرى أنه يشتري إلى جنبه داراً أو ضيعه لزق ضيعته، فكان عمرو يقول: ليتك قد فعلت.
  فخرج ميتم إلى مكَّة وأرسل الطاغية عبيد الله بن زياد إلى عريف ميتم فطلبه من العريف فأخبره أنه بمكَّة، فقال له: لئن لم تأتني به لأقتلنك.
  فأجَّل له أجلاً، وخرج العريف إلى القادسية ينتظر ميتمًا، فلمّا قدم ميتم أخذ بيده فأتى به عبيد الله بن زياد.
  فلما أدخله عليه قال: ميتم!. قال: نعم!؟ قال: تبرأ من أبي تراب، قال: لا أعرف أبا تراب(٢).
(١) عمرو بن حريث المخزومي أبو سعيد الكوفي، المتوفي سنة ٨٥ هـ. روى عنه ابنه جعفر والحسين العُرَنيّ.
(٢) كان من ألقاب علي # أبا تراب، سمَّاه بذلك النبي ÷.
وكنَّاه النبي ÷ بـ (أبي تراب) وذكر سبب كنيته له بذلك ما روى البخاري، بسنده عن أبي حازم أن رجلاً جاء إلى سهل بن سعد فقال: هذا فلان - لأمير المدينة - يدعو علياً # عند المنبر، قال: فيقول: ماذا؟ قال: يقول له: أبو تراب. فضحك، قال: والله ما سماه إلا النبي ÷، وما كان له اسم أحب إليه منه. فاستقطعت الحديث مهلاً وقلت: يا أبا عباس؛ كيف؟ قال: دخل علي # على فاطمة ثم خرج فاضطجع في المسجد، فقال النبي ÷: «أين ابن عمك؟» قالت: في المسجد. فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول: «اجلس يا أبا تراب - مرتين». أنظر كتاب صحيح البخاري: كتاب بدء الخلق - باب مناقب علي بن أبي طالب # =