الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[الجواب على من أنكر الدلائل والأعلام في أمير المؤمنين #]

صفحة 241 - الجزء 1

[الجواب على من أنكر الدلائل والأعلام في أمير المؤمنين #]

  فإن أنكرت الخوارج وقالوا: لا تكن هذه الدلائل والأعلام إلا مع نبي، وقد انقضت النبوة والوحي بعد محمَّد ÷.

  فقل للخوارج: إنا لم ندَّع هذه الآيات والدلائل لعليّ أنه نبي، ولا أنه أوحي بها إليه، ولا علمها من تلقاء نفسه؛ إنما ادعيناها له من جهة النبي - صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِهِ - وأجازه [إيَّاها]⁣(⁣١) إذ كان وصيّه وحجته على أُمَّته من بعده، وموضع أسراره، ومستودع علمه.

  وقد علمنا وعلموا أن أحداً من جميع الأُمة لم يدَّع هذه الفضائل لنفسه ولا ادعاها أحدٌ لا من أصحابه ولا من غيرهم.

  فإن أنكروا هذه الدلائل في أمير المؤمنين فقل لهم: هل تنكرون أن هذه الدلائل والأعلام مع وليّ من أولياء الله [تعالى]⁣(⁣٢) نالها بطاعة الله؟

  فإن قالوا: قد يمكن، وقد ولا يمكن.

  فقل لهم: هل يمكن أن يكون عدو من أعداء الله نالها بمعصية الله؟

  فإن قالوا: نعم.

  فقل لهم: هل تنكرون أن إبليس قد نال بمعصية الله - زعمتم - ما لم ينله ولي الله بطاعة الله، فأخبرونا بأي منزلة قال إبليس على أنه شخص واحد يتصور - زعمتم - في كل صورة، ويتجسم كل جسم في مشرق الأرض وفي مغربها، وفي بَرِّها وفي بحرها، لا يخلو منه مكان - زعمتم - ثم مكَّن الله له من جميع الخلق بقولكم وقول الحشوية حتى علم وساوس الصدور وخفقان القلوب، وهو أخس الأوهام، فهو - زعمتم - مع كل


(١) من (ج)، وفي (أ، ب): إياه.

(٢) من (ج).