[الجواب على من أنكر الدلائل والأعلام في أمير المؤمنين #]
  عبد وحر، وذكر وأنثى، ومؤمن وكافر، مشارك الخلق في الأموال والأولاد، لا يخفى عليه من ولد آدم شيء.
  وقد روت الحشوية أن إبليس قال: ما ولد مولود قط من ولد آدم إلا وأنا أعلم متى حُمل به ومتى وُلِد إلا عيسى [بن مريم] # فإني لم أعلم متى حُمل به ومتى ولد(١).
  هذا ما قويَ عليه - زعمتم - من شياطينه وأعوانه وجنده، وكيف لا تذكرون هذا الذي نال بمعصية الله على أنه نال هذا - زعمتم - منذ خلق الله آدم إلى يوم القيامة مما لا يحصيه إلا الله ø، وأنكرتم البشير الذي ذكرناه عن وليّ من أولياء الله على أنه حجة الله على خلقه [بما](٢) أفضَى بذلك العلم إليه رسول الله مع فضائله التي لم نذكرها في القرآن والرواية لكثرتها، وعجزنا عن إحصائها فتركناها خوف التطويل(٣) عن ذكر بعضها.
  فإن قالوا: إن الله ø أعطى إبليس ذلك وقوَّاه عليه.
  فقل لهم: فكذلك نقول أيضاً في عليّ إن الله ø أعطاه ذلك وقوَّاه عليه.
  فإن قالوا: إن الله ø ابتَلى العباد بإبليس ونهاهم عن طاعته.
  فقل [لهم](٤): وكذلك مَنَّ الله على العباد بعليٍّ [#](٥) وأمرهم بطاعته؛ فلم يكن الله تبارك وتعالى ليحتج على عباده بحجة فيقطع عنهم ما يحتاجون إليه(٦) في ليل
(١) قال ÷: «كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبه حين تلده أمه إلا عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب»، أنظر السنن الكبرى للبيهقي: ٦/ ٢٥٧ ح ١٢٢٦٥، وفي مضمون الحديث - أيضاً - أنظر: صحيح ابن حبان: ١٤/ ١٢٨، تفسير الطبري: ٣/ ٢٤٠.
(٢) من (ج).
(٣) (ج): فتركناها خوفاً من التطويل.
(٤) من (ب).