الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[الجواب على من أنكر الدلائل والأعلام في أمير المؤمنين #]

صفحة 242 - الجزء 1

  عبد وحر، وذكر وأنثى، ومؤمن وكافر، مشارك الخلق في الأموال والأولاد، لا يخفى عليه من ولد آدم شيء.

  وقد روت الحشوية أن إبليس قال: ما ولد مولود قط من ولد آدم إلا وأنا أعلم متى حُمل به ومتى وُلِد إلا عيسى [بن مريم] # فإني لم أعلم متى حُمل به ومتى ولد⁣(⁣١).

  هذا ما قويَ عليه - زعمتم - من شياطينه وأعوانه وجنده، وكيف لا تذكرون هذا الذي نال بمعصية الله على أنه نال هذا - زعمتم - منذ خلق الله آدم إلى يوم القيامة مما لا يحصيه إلا الله ø، وأنكرتم البشير الذي ذكرناه عن وليّ من أولياء الله على أنه حجة الله على خلقه [بما]⁣(⁣٢) أفضَى بذلك العلم إليه رسول الله مع فضائله التي لم نذكرها في القرآن والرواية لكثرتها، وعجزنا عن إحصائها فتركناها خوف التطويل⁣(⁣٣) عن ذكر بعضها.

  فإن قالوا: إن الله ø أعطى إبليس ذلك وقوَّاه عليه.

  فقل لهم: فكذلك نقول أيضاً في عليّ إن الله ø أعطاه ذلك وقوَّاه عليه.

  فإن قالوا: إن الله ø ابتَلى العباد بإبليس ونهاهم عن طاعته.

  فقل [لهم]⁣(⁣٤): وكذلك مَنَّ الله على العباد بعليٍّ [#]⁣(⁣٥) وأمرهم بطاعته؛ فلم يكن الله تبارك وتعالى ليحتج على عباده بحجة فيقطع عنهم ما يحتاجون إليه⁣(⁣٦) في ليل


(١) قال ÷: «كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبه حين تلده أمه إلا عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب»، أنظر السنن الكبرى للبيهقي: ٦/ ٢٥٧ ح ١٢٢٦٥، وفي مضمون الحديث - أيضاً - أنظر: صحيح ابن حبان: ١٤/ ١٢٨، تفسير الطبري: ٣/ ٢٤٠.

(٢) من (ج).

(٣) (ج): فتركناها خوفاً من التطويل.

(٤) من (ب).