الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[الجواب على من أنكر الدلائل والأعلام في أمير المؤمنين #]

صفحة 243 - الجزء 1

  ونهار وساعة من الساعات مع أنه تبارك وتعالى أحكم الحاكمين، وأعدل العادلين، (وأعلم العَالمين⁣(⁣١)) بمصلحة الخلق أجمعين⁣(⁣٢)، فلم يكن ليعطي عدوه ما ليس له على خلقه من الحجج والمعجزات ما يضل به خلقه ويمنعه وليّه، وحجته على خلقه ما هو لهم⁣(⁣٣) منفعة، وحجة له عليهم.

  أم كيف لا تنكرون ما هو دون إبليس في المعرفة من أخبار الغيوب التي لا تكون إلا مع نبي أو وصي نبي وتصدقونهم على ذلك؛ مثل أقاويل الكهنة وأصحاب النجوم الذين يخبرونهم بمواليد الخلق وسعيدهم وشقيهم، وما يصيب أحداً في بدنه.

  وعن الغائب ومتى يقدم، ومتى يموت، ومتى تكون منيَّته.

  وعن الإمرأة وما في بطنها؛ أذكر هو أم أنثى، وكم تزوج من الرجال.

  وعن الرجل كم يتزوج من النساء، وأسباب كثيرة لا تُحصَى.

  فإن قالوا: هذه الأشياء لا نصدق بها؛ لأن الكهنة وأصحاب النجوم لا يعلمون الغيب.

  فلعمري: إنهم كذلك، ويبطل من صَدَّقهم لقول الله ø: {قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}⁣[النمل: ٦٥].

  فإن زعمت الخوارج: أن الكهنة وأصحاب النجوم إنما يتظننون ويتركنون، ويصيبون ويخطئون، بمنزلة الرؤيا يراها النائم فيأتي إلى المُعبِّر فيقصها عليه، فينظر المُعبِّر؛ فربما أصاب


(٥) من (ب).

(٦) (ج): بل يحتاجون إليه.

(١) نخ (ب): والعالم بمصلحة.

(٢) (ب): وأعدل العادلين، والعَالِم بمصحلة الخلق أجميعن.

(٣) (ج): ما يعولهم.