الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[عمر يصيح: يا سارية الجبل الجبل]

صفحة 244 - الجزء 1

  وربما أخطأ، ولا يُصدَّق إلا بما تأتي الأخبار القوَّية والروايات الصحيحة في الأنبياء المصطفين، والخلفاء الراشدين المهتدين⁣(⁣١).

[عمر يصيح: يا سارية الجبل الجبل]

  فقل لهم: فإن كانت الروايات عندكم قويَّة والآيات صحيحة في الأنبياء المصطفين، والخلفاء الراشدين المهتدين⁣(⁣٢) فما حجتكم⁣(⁣٣) على من خالفكم⁣(⁣٤) في الروايات في عمر بن الخطاب حتى جاز ذلك له عندكم؛ إذ ليس بنبي ولا وصي نبي، فصدقتم قوله في ذلك؛ من ذلك أنه روي عنه أنه وجَّه جيشاً إلى نهاوند وأمّر عليه سارية، وبين نهاوند والمدينة مائة فرسخ، فزعموا أن عمر بن الخطاب صعد المنبر خطيباً فصاح: يا سارية: الجبل الجبل.

  ثم استمر في خطبته. فلما نزل قال له المسلمون: يا أمير المؤمنين! سمعناك تقول في خطبتك: يا سارية: الجبل الجبل؟!.

  قال: نعم؛ إني نظرت إلى سارية قد حظره المشركون فخفت عليه، فصحت به: الجبل الجبل.

  فانحاز إليه فسلم هو وأصحابه. فكيف صدقوا سارية أيضاً على هذا الخبر!؟

[عمر يكتب رسالة يخاطب بها نهر النيل؟!]

  وما حجتهم على من خالفهم وأكذبهم فيما رووا: أن وفد مصر قدموا على عمر فشكوا إليه قلة النيل، فأمر بدواة وقرطاس فكتب إلى النيل: ، من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر.


(١) (ج): المجتهدين.

(٢) (ج): المجتهدين.

(٣) (ج): حجتهم.

(٤) (ج): خالفهم.