الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[عمر يقول: إن رسول الله لم يبين الخلافة والكلالة والربا]

صفحة 249 - الجزء 1

  فقالا: إن جَدَّنا وعد فلاناً الأعرابي بمائتي ناقة حمراً عشراً فيها عبدان أسودان يستاقانها. فدفعاها⁣(⁣١) إلى الأعرابي.

  أم من قام خطيباً فقال: أيها الناس لا يَتزوجنَّ أحدٌ منكم⁣(⁣٢) بأكثر من أربعمائة درهم فأعاقبه على ذلك.

  فرده عن قوله امرأة من المسلمين فقالت: الله أعدل منك يا عمر؛ إذ يقول: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}⁣[النساء: ٢٠].

  فرد على نفسه: كلٌّ أفقه منك يا عمر؟

  وما حجتهم على من خالفهم في الستر والرحى وخدمة الملائكة فقال: أيهما أولَى: أن يكون على بابه ستر معلّق بغير وتد، ورحَى تطحن بغير يد، أم مَنْ أمر برجم المرأة التي وضعَت لستة أشهر بغير علم منه ولا معرفة بعذرها في كتاب الله ø؟ أم مَنْ رده عن رجمها وقال: لا ترجمها يا عمر فإن عذرها في كتاب الله؟

  فسأله: في أي كتاب الله؟

  فقال: قوله: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ [لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ]}⁣[البقرة: ٢٣٣]، وقوله: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا}⁣[الأحقاف: ١٥].

  فقال بعد ذلك: لولا عليٌّ لهلك عمر. وكفَّ عن ما أمر به من رجمها.

  أو ما حجتهم على من خالفهم في حديث سارية فقال: أيُّهما أولى أن تفتح له الأرض حتى ينظر أقصاها وأدناها، أرجل سار بعسكره يوم صفين فأصابهم عطش شديد فلم يقدروا على ماءٍ فأمرهم أن يحتفروا في موضع، فاحتفروا فوجدوا صخرة مطبقة على عين ماءٍ فاقتلعها، فإذا فيها ماءٌ أرقُّ من الزلال، وأعذب من كل ماءٍ، فشربوا ووردوا، ثم أطبق الصخرة مكانها، فلما عاد عسكره إلى موضعها لم يقدروا على مكانها؟


(١) نخ (أ): فدفعها.

(٢) (ج): أحدكم.