الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[عمر يقول: إن رسول الله لم يبين الخلافة والكلالة والربا]

صفحة 250 - الجزء 1

  أم رجل جهل معرفة الخلافة والكلالة والربا، وفي جهله لهذه الثلاثة هلاك أمة محمَّد عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ فتقلد هذا كله على الجهل منه؟!.

  أمَّا الخلافة: ففيها الأمر⁣(⁣١) والنهي لجميع الخلق بما أمر الله ونهى عنه وافترضه.

  وأمَّا الكلالة: ففيها مواريث الخلق.

  وأمَّا الربا: ففيه تجارات الخلق ومعايشهم ومعاملاتهم؛ فصدقتموه على هذا؟!.

  وكيف صدَّقتم شيبان الرَّاعي وهو عندكم دون عمر بن الخطاب أنه سار من واسط إلى مكَّة في ليلة ومعه رغيفان حاران عليهما كَامخ فَوَافَى بهما عرفات؟!.

  أم كيف صدقتم حبيباً أبا محمَّد أنه كتب كتاباً ضماناً لرجل اشترى له داراً من الله في الجَنَّة، فلما حضرت الرجل الوفاة أوصَى ابنه أن يضع الكتاب في كفنه، ففعل ذلك ابنه، وبات حبيب ليلته فإذا بهاتف يهتف به: يا أبا محمَّد! هاك الكتاب فإن صاحبك قد وَافَى الدار⁣(⁣٢).

  فأصبح الكتاب تحت وسادة حبيب، وأن ابن ذلك الرجل قدم البصرة فدخل على حبيب فسلم عليه فقال: من أنت؟

  فقال: أنا ابن الذي اشترى منك الدار في ا لجَنَّة.

  قال: فما فعل الكتاب؟

  قال: أمرني أن أضعه في كفنه فوضعته.

  فقال له حبيب: أتعرف الكتاب إذا رأيته؟

  قال: نعم. فأخرج الكتاب إليه.

  فقال: هو والله هذا.


(١) في (ج): الأمر بالمعروف.

(٢) (ج): قد أوفى الدار.