[عمر يقول: إن رسول الله لم يبين الخلافة والكلالة والربا]
  فقال له حبيب: فإن أباك قد وَافَى(١) الدار.
  فجاز هذا لكم؟!.
  ومثله خبر الرَّبيْع الذي ادعت العامة أنه نزل من السماءِ فيه مكتوب: براءة من الله لعمر بن عبد العزيز(٢).
  أم كيف صدَّقتم الخواض الذي كان يخوض النار في البصرة زمان أبي موسى، وقد احترقت البصرة فوجدوا شيخاً يسبح الحوض في بطن النار كما يخوض أحدكم الماء لا يناله منها شيء، فقال أبو موسَى: كيف لم تحترق؟!.
  فقال له الشيخ: إنِّي عزمت على ربِّي أن لا يحرقني في النار.
  فقال أبو موسَى: (عزمت عليك إلا ناظرت ربك أن يطفئ عنا هذه النار). ففعل؟
  أم كيف صدقتم إبراهيم بن أدهم(٣) أنه كان يُحَوِّل الحصى دنانير، وإذا أراد أن يتوضَأ صَبَّ أدواته فخرج منها الماءُ، وإذا أراد أن يشرب صبَّ فتحول ذلك الماء لبناً. وأشياء كثيرة لا تحصَى.
  وما رووا من معجزات يحيى بن أبي كثير اليمامي(٤)، وأنه كان يقيم المقيم للصلاة فيخرج يسير في الهواء من اللهج(٥) إلى المسجد. مع أشياء كثيرة اختصرناها لكثرتها.
(١) (ج): أوفى.
(٢) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي، أبو حفص، ولي الخلافة بعد سليمان بن عبد الملك، وكانت ولايته تسعة وعشرين شهراً كأبي بكر، ولد سنة ٦١ هـ، وتوفي سنة ١٠١ هـ، توفي بدير سمعان، ودفن بها. سمع أنس بن مالك، والسائب بن يزيد، وسهل بن سعد، وخولة بنت حكيم من الصحابة، وعروة بن الزبير، وابن الزبير، وابن المسيب، وخلق من التابعين، وروى عنه الزهري وحميد الطويل وآخرون.
(٣) إبراهيم بن أدهم الزاهد، المتوفي سنة ٦٢ هـ، عن الباقر وغيره، وعنه إبراهيم بن بشار وعبد العزيز بن أبي السائب وخلق. احتج به الترمذي. الجداول الصغرى: ص ٣٢.