[جوابات على بعض مسائل متفرقة]
  وأما قولهم: إن الحجاج بن يوسف - لعنه الله - سأل الحسن بن أبي الحسن البصري(١) فقال له: ما تقول في عليّ، وعثمان، وطلحة، والزبير، أيُّهم كان على الحق، وأيُّهم كان على الباطل؟
  فقال الحسن له: أقول كما قال من هو خير مني لمن هو شر منك؛ قال فرعون لموسَى: {فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى}[طه: ٥١].
  قال موسى: {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى}[طه: ٥٢].
  فإن كان الحسن عند الخوارج قدوة فقد كان ينبغي لهم أن يقتدوا به وأن يمسكوا عن ذكر الشيعة ولا يكفروهم، وأن لاَ يقولوا فيهم الزور والبهتان.
  ويمسكوا عن ذكر الخلافة، ولا يحتجوا لأبي بكر، ولا لعمر، على علي بن أبي طالب #(٢).
  ويمسكوا عن انتقاص عليٍّ، وعثمان، وطلحة، والزبير، وعائشة، وأن لا يخطئوهم.
  وعن انتقاص معاوية، وأبي موسَى الأشعري، وعمرو بن العاص. وإذا سألوهم عنهم أن يقولوا فيهم كما قال الحسن للحجاج.
  واحتجوا علينا بذلك: إذ سأله - فيما زعموا - عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وطلحة، والزبير، وعائشة، وأبي موسى الأشعري، وعمرو بن العاص، والشيعة، فيجب أن يذكروا عندهم أن يقولوا: علمهم عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.
(١) الحسن بي أبي الحسن سَيار البصري، مولى أم سلمة والربيع بنت النضر أو زيد بن ثابت، وجميل بن قطنة أبو سعيد أحمد، المتوفي سنة ١١٠ هـ. روى عن جندب بن عبد الله وأنس وعبد الرَّحمن بن سمرة، ومعقل بن يسار، وأبي بكرة، وسمرة، قال سعيد: لم يسمع منه، وأرسل عن خلق من الصحابة، وروى عنه أيوب وحميد، ويونس، وقتادة، ومطر الورَّاق.
(٢) (ج): كرم الله وجهه.