الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[الكلام على زعم الخوارج أن رسول الله ÷ مضى وعنده علم ما تحتاج إليه الأمة]

صفحة 33 - الجزء 1

  فإن قالوا: إن الحرب (إنها)⁣(⁣١) ليست من دين الله. فقد طعنوا على رسول الله ÷؛ إذ زعموا أنه أمر بغير دين الله.

  فإن قالوا: فإن رسول الله ÷ قد فسخ طاعة عمرو عن أبي بكر وعمر.

  فقل لهم: لم نناظركم في فسخ الطاعة أنها إذا زعمتم أن رسول الله ÷ أمر أبا بكر بالصلاة ثم وَجَد - زعمتم - إفاقة فخرج يتهادى بين يدي علي بن أبي طالب والفضل بن العبّاس⁣(⁣٢)، فلما سمع أبو بكر نحنحة رسول الله ÷ اعتزل عن المحراب وتقدم النبي ÷.

  فإذا كان ذلك كذلك فقد فسخ صلاة أبي بكر التي ادعيتم له الإمامة بها، إنما نحن في فرض طاعة عمرو بن العاص عليهما؛ إذ زعمتم أن الطاعة التي أمر الله بها المؤمنين لولاة الأمر أنهم أمراء السرايا.

  فإن زعمتم أنه فسخ طاعة عمرو فمن فسخ طاعة أسامة بن زيد⁣(⁣٣) عنهما إذ ولاَّه رسول الله ÷ جيشاً في ذلك الجيش أبو بكر وعمر، وأمرهما


(١) زيادة من نخ (ب).

(٢) الفضل بن العباس بن عبد المطلب، ابن عم رسول الله ÷، أكبر ولد العباس، وبه يكنى. توفي في طاعون عمواس بالشام - الأردن - سنة ١٨ هـ. شهد الفتح وما بعدها، وثبت في حُنين، وأردفه النبي ÷ في حجة الوداع من مزدلفة إلى منى، وكان جميلاً.

(٣) أسامة بن زيد بن حارثة القضاعي الكلبي نسباً، الهاشمي ولاء، أبو زيد المدني، المتوفي سنة ٥٤ هـ. كان مولى لخديجة بنت خويلد ^. قال أبوه: فوهبته للنبي ÷ وهو ابن ثمان، وكان يدعى زيد بن محمد فنزل {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ}⁣[الأحزاب: ٥].