[وجوب الوصية، والرد على من زعم أن الرسول ÷ لم يستخلف]
  [وزعموا أن محمَّداً عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ لم يستخلف.
  قلنا لهم: فَلِم استخلف أبو بكر وعمر](١).
  وزعموا أن محمَّداً عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ لم يوص بالخلافة إلى أحد أحوج ما كانت الأُمَّة(٢) إلى خليفة من بعده.
  فالرواية الصحيحة المأثورة عنه ÷ أنه قال: «أيما قوم خرجوا في سفر لم يؤمّروا عليهم أميراً فقد عصوا الله ورسوله».
  فكيف ينسبون رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ أنه يأمر أُمَّته يُؤَمِّر بعضهم على بعض ولا يُؤمِّر هو على أُمَّته من بعده، وهو يعلم أن ترك ذلك عصيان لله ø؟!.
  وقد كان في حياته عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ يبعث السرايا والبعوث فيؤمِّر عليهم على أنه بين أظهرهم؛ من ذلك أنه بعث إلى مؤتة بعثاً أمَّر عليهم ثلاثة نفر جعفر بن أبي طالب(٣) ¥، فإن حدث به حدث فزيد بن حارثة(٤)، فإن حدث به حدث فعبد الله بن رواحه الأنصاري(٥).
  وبعث إلى ذات السلاسل بعثاً آخر أمَّر عليه أبا بكر، وفي ذلك الجيش عمر بن الخطاب، وعمرو بن العاص، فانهزموا.
(١) سقط من (أ) وأثبت من (ب، ج).
(٢) في (ب، ج): أحوج ما كانت إليه الأمة.
(٣) جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، أبو عبد الله، وأبو المساكين، ذو الجناحين، ولد بعد عقيل بعشر سنين، استشهد بمؤتة سنة ٨٠ هـ.
(٤) زيد بن حارثة بن شرحبيل الكلبي اليماني، أستشهد بمؤتة سنة ٨٠ هـ. وله ذكر في مجموع زيد بن علي #، وخرج له المؤيد بالله #.
(٥) عبد الله بن رواحة - بفتح أوله -، أبو رواحة الحارثي الأنصاري النقيب. أستشهد بمؤتة سنة ٨٠ هـ.