[وجوب الوصية، والرد على من زعم أن الرسول ÷ لم يستخلف]
  ثم بعث بعثاً أمَّر عليهم عمر بن الخطاب، وفي ذلك الجيش أبو بكر، وعمرو بن العاص، فانهزموا.
  ثم بعث بعثاً آخر أمَّر عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~، وفي البعث أبو بكر، وعمر، وعمرو بن العاص، ففتح الله على يديه ¥.
  وكان ~ وَآلِهِ يخرج في الغزوات فلا يدع المدينة دون أن يستخلف عليها خليفة يقوم مقامه؛ من ذلك: أنه غزا غزوة بدر(١) فاستخلف على المدينة أبا لبابة [بن عبد] المنذر(٢) فكان فيها أميراً حتى انصرف.
  وغزا غزوة تبوك(٣) فاستخلف علي بن أبي طالب على المدينة فكان فيها أميراً حتى انصرف.
  وغزا غزوة خيبر(٤) فاستخلف أبا ذر الغفاري على المدينة فكان فيها أميراً حتى انصرف.
  وغزا عام الفتح(٥) فاستخلف على المدينة عمرو بن أم مكتوم فكان فيها أميراً حتى انصرف.
  وغزا بعض غزواته فخلَّف أبا رُهْمٍ كلثوم بن حصين(٦) على المدينة فكان فيها أميراً حتى انصرف.
(١) وقعت غزوة بدر الكبرى في السنة الثانية للهجرة.
(٢) أبو لبابة - بضم اللام وتخفيف الموحدة الأولى - بشير، أو رفاعة بن عبد المنذر الأنصاري، اشتهر بكنيته، أحد النقباء في بيعة العقبة، توفي في أول خلافة علي #.
(٣) وقعت غزوة تبوك في السنة الثامنة للهجرة. وتبعد تبوك عن المدينة تسعين فرسخاً.
(٤) وقعت غزوة خيبر في السنة السادسة للهجرة.
(٥) وقعت غزوة عام الفتح في السنة الثامنة للهجرة.