[الأدلة على إثبات الوصية وفضل أهل البيت $]
  قال له العالم: {أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا}[الكهف: ٧٢].
  قال له موسى - وهو يعتذر إليه -: {لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا}[الكهف: ٥٨]. فكف عنه العالم، ورفق به.
  فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاَمًا فَقَتَلَهُ العالم، وكان قتله لله رضاً، ولأبويه صلاحاً، وسخطاً لموسى، قال له موسى ولم يصبر: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا}[الكهف: ٧٤].
  قال له العالم: {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا}[الكهف: ٧٥].
  قال له موسى: {إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا}[الكهف: ٧٦].
  {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ}[الكهف: ٧٧] فأقامه العالم، وكان إقامته لله رضىً، ولغلامين صلاحاً، وسخطاً لموسى، قال له موسى: {لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا}[الكهف: ٧٧].
  وكان العالم أعلم بما أتَى، فكيف أنت يا أخا أهل الشام؟!.
  أَعلِمَ أهل الشام أن علياً لم يقتل إلاّ من كان قتله لله رضاً، ولأهل الجحود سخطاً؟
  والذي نفسي بيده: لا أحابي علياً في ديني وأمانتي، ولا القرابة من رسول الله ÷، ولا أقول في ذلك إلا حقًّا.
  فأبلغ عني؛ أخبرك أن رسول الله ÷ تزوَّج زينب بنت جحش(١) بعد ما طلقها زيد، فأقام رسول الله ÷ فكانت وليمته الحيس،
(١) زينب بنت جحش الأسدية أم المؤمنين، وأمها أميمة بنت عبد المطلب، تزوجها رسول الله ÷ سنة ٣ هـ، وهي في ٣٥ سنة، وتوفيت في سنة ٢٠ هـ، قال رسول الله ÷: «أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً» قالت عائشة: فكنا نتطاول أيتهن أطول يداً، فكانت زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق، وكان عطاؤها اثني عشر ألفاً ... وأنزل الله سبحانه في =