[ذكر كتاب الخوارج في الطعن على أمير المؤمنين # وشيعته]
  بكر وعمر وعثمان، زعم أن أصحاب محمَّد - عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ - بدَّلوا وصيته، وخالفوا أمره، وهم يومئذٍ متوافرون متعاونون على البِّر والتقوى، منهم أبو عبيدة بن الجرَّاح(١) أمين هذه الأُمَّة، وأبو ذر الغفاري(٢) الذي قال فيه رسول الله ÷: «ما أظلت الخضراء ولا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق عند الله من أبي ذر»(٣).
(١) أبو عبيدة بن الجراح، عامر بن عبيد الله بن الجراح القرشي الفهري، توفي بطاعون عمواس - بفتح المهملة وسكون الميم فواو فألف فمهملة - قرية بالأردن سنة ١٨ هـ، عن ٥٨ سنة. وهو ممن صبر يوم أحد، وهو ثالث أقطاب السقيفة، ورضي أبو بكر به أو بعمر، وجعله عمر الأمير على الفتوح حين عزل خالد بن الوليد.
(٢) أبو ذر الغفاري، اختلف في اسمه؛ والأشهر جندب بن جنادة، المتوفي سنة ٣٢ هـ، ولم يعقب. من السابقين الأولين الرفقاء النجباء المقربين، لازم النبي ÷ حتى قبضه الله تعالى، ثم سكن المدينة حتى نفاه عثمان إلى الربذة، وبها مات، وكان قوالاً بالحق لا تأخذه في الله لومة لائم، قال فيه علي #: «وعاء مُلئ علماً وقد ضيعه الناس».
(٣) سنن الترمذي: كتاب المناقب، ح ٣٧٣٧، و ح ٣٧٣٧ وفيه: فقال عمر بن الخطاب كالحاسد: يا رسول الله: أفتعرف ذلك له؟! قال: «نعم؛ فاعرفوه له». سنن ابن ماجة: كتاب المقدمة، ح ١٥٢. مسند أحمد: مسند المكثرين من الصحابة، ح ٦٢٣٢ و ٦٣٤١ و ٦٧٨١، ومسند الأنصار ح ٢٠٧٣١، وهو في حديث طويل بين أبي الدرداء ومعاوية. ومسند القبائل ح ٢٦٢٢١.
وروى محمد بن سليمان الكوفي في مناقبه بسنده عن أبي جعفر # قال: قال رسول الله ÷: «ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ غير رجل واحد. قال: فأقبل علي بن أبي طالب، فقال: رسول الله: [هو هذا الجائي]». أنظر المناقب للكوفي: ١/ ٣٥٠ ح ٢٧٦، وما بين المعقوفين في هذا الحديث من أصل الكتاب المطبوع بتحقيق الشيخ: محمَّد باقر المحمودي.