[ذكر كتاب الخوارج في الطعن على أمير المؤمنين # وشيعته]
  ومنهم عمَّار بن ياسر(١)، [وقال فيه رسول الله ÷: «خليلي في الله عمَّار بن ياسر»](٢).
  وقال أيضاً: «رُبَّ ذي طُمرين لا يُوْبَه له لو أقسم على الله لأبرّ قسمه»(٣).
  وقال بعضهم إنه البراء بن عازب.
  ومنهم سلمان الفارسي(٤) الذي كان صاحب رسول الله ÷ ووزيره، وهو الذي كان المشركون يقولون إنه كان يُعلِّم رسول الله القرآن من نفسه، فأنزل الله في ذلك: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}[النحل: ١٠٣]، وكان سلمان يقرأ التوراة والإنجيل
(١) عمار بن ياسر، أبو اليقظان العنسي المذحجي، استشهد مع أمير المؤمنين # بصفين سنة ٣٧ هـ رضوان الله وسلامه ورحمته عليه. من السابقين الأولين المعذبين في الله أشد العذاب، شهد المشاهد كلها، وكان مخصوصاً منه بالبشارة والترحيب، وقال له ÷: «مرحباً بالطيب المطيب»، وقال: «عمار جلدة بين عيني وأنفي»، وقال: «تقتلك الفئة الباغية» وقال: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجَنَّة ويدعونه إلى النار»، ولما رأى الإمام علي # عماراً مقتولاً وقف عليه وقال: (إنَّا لله وإنّا إليه راجعون؛ إنِ امرءاً لم تدخل عليه مصيبة عمار فما هو في الإسلام من شيء). روى عنه ابنه محمد وأبو الطفيل، وغيرهما. قال عبد الرَّحمن بن أبزى: شهدنا مع علي ¥ صفين في ثمان مائة ممن بايع بيعة الرضوان قتل منهم ثلاثة وستون، منهم عمار بن ياسر.
(٢) ما بين المعقوفين سقط من (أ) وأُثبت من (ب، ج).
(٣) وفي سنن الترمذي: «كم من أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره؛ منهم البراء بن عازب». أنظر كتاب المناقب، ح ٣٧٨٩.
(٤) سلمان الخير - (سلمان الفارسي) أبو عبد الله مولى رسول الله ÷، توفي بالمدائن سنة ٣٥ هـ. سكن العراق وعُمِّر طويلاً، يقال: إنه عاش ٣٠٠ سنة. أشار في الطبقات إلى قصة إسلامه. وقد روي من حديث أبي بريدة عن أبيه: أن رسول الله ÷ قال: «أمرني ربِّي بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم: علي، وأبو ذر، والمقداد، وسلمان». وفي رواية زاذان عن علي #: «سلمان الفارسي كلقمان الحكيم».