[الأدلة على إثبات الوصية وفضل أهل البيت $]
  فنظر رسول الله ÷ يميناً وشمالاً، ثم قال: «أيها الناس؛ ألا أُعرِّفكم ما اختلفتم فيه من الأخيار بعدي؟
  هذا الحسين بن علي خير الناس جَدًّا وجَدَّة، جَدُّه رسول الله وسيِّد ولد آدم، وجَدَّتُه خديجة(١) سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله.
  وهذا الحسين خير الناس أباً وأُمًّا، أبوه(٢) علي بن أبي طالب شقيق رسول الله، ووزيره، وبابه الذي يؤتى منه، وعيبة علمه، وأول رجال العالمين إيماناً بالله ورسوله، أخوه في الدنيا، وقرينه في الآخرة، وموضعه في السنا الأعلى، وأُمّه فاطمة بنت محمَّد بضعة من رسول الله، وسيدة نساء العالمين(٣).
(١) خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية الأسدية، أم المؤمنين، أول من آمن بالله سبحانه، وصدق رسالته من الأمة بالإجماع، سيدة نساء هذه الأمة بلا خلاف أفضل نساء النبي ÷، وأكرمهن عليه. تزوجها ÷ قبل البعثة وهو في ٢٥ سنة، وهي في ٤٠ سنة، وهي أم أولاده ÷ إلا إبراهيم $، وبلَّغها جبريل # عن الله ø، وبشَّرَها ببيت في الجنَّة لا صخب فيه ولا نصب، ولم يتزوج عليها الرسول ÷، وفضائلها لا تحصى. توفيت قبل الهجرة بثلاثة أعوام، وهي في خمس وستين، ونزل الرسول ÷ في قبرها، ودفنت بالحجون، وقبرها مشهور مزرو، صلوات الله وسلامه على زوجها، وأخيه وعليها، وعلى بنيها وبناتها، وذريتهم الطاهرين إلى يوم الدين.
(٢) (ب، ج): أمَّا أبوه.
(٣) أسد الغابة لابن الأثير: ٥/ ٥٢٢، طبقات ابن سعد: ٢/ ٤٠، مسند أبي داود الطيالسي: ج ٦ في أحاديث النساء، حلية الأولياء لأبي نعيم: ٢/ ٢٩، مشكل الآثار للطحاوي: ١/ ٨٤ و ٤٩، مستدرك الصحيحين: ٣/ ١٥٦.