الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

22 - [حديث: موالاة ما طاب من الشجر لآل البيت $]

صفحة 91 - الجزء 1

  فكسرت واحدة فوجدتها مُرَّة، فقلت: هذه مُرَّة!.

  فقال: فألقها في النار.

  ثم كسرت الثانية فقلت: هذه حلوة طيبة.

  فأكل وأطعمني، وكان لا يأكل حتى يأكل جليسه، وأكلت⁣(⁣١) وأطعمته، فقلت له: لقد سمعت منك كلاماً ما سمعته منك قط!.

  قال: وما ذاك يا قنبر؟

  قال: قلت لي: ألقها في النار.

  قال: نعم؛ إن الله ألقى ولايتنا على الشجر فما كان منه حلواً طيباً فهو مما قَبِل ولايتنا، وكل ما كان [منه]⁣(⁣٢) متغيراً فهو مما أنكر ولايتنا يا قنبر⁣(⁣٣)، ولكن أكرموا النخلة فإنها أول شيءٍ قَبِل ولايتنا، وهي أول شجرة نبتت على وجه الأرض، وهي عَمَّتكم.

  قلت: فكيف تكون عمتنا؟!


(٤) قنبر - بفتح أوله، وسكون النون، وفتح الموحدة وآخره مهملة - مولى علي بن أبي طالب. عن مولاه وكعب بن نوفل، وعنه محمد بن درام وأولاده. قال مؤلف الجداول: قنبر من مواليه [أي علي #] ولا التفات إلى قول النواصب فيه.

(١) وفي (ب): فأكلتُ.

(٢) من (ب).

(٣) وروى المحب الطبري عن أنس قال: دفع علي بن أبي طالب # إلى بلال درهماً يشتري به بطيخاً، قال: فاشتريت به، فأخذ بطيخة فقورها فوجدها مرة، فقال: يا بلال؛ رد هذا إلى صاحبه وإئتني بالدرهم، إن رسول الله ÷ قال لي: «إن الله أخذ حبك على البشر والشجر والثمر والبذر فما أجاب إلى حبك عذب وطاب، وما لم يجب خبث ومرّ». وإني أظن هذا مما لم يجب. قال: أخرجه الملا. أنظر الرياض النضرة للمحب الطبري: ٢/ ٢١٥، ذخار العقبى للمحب الطبري: ص ٩٢.