الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فصل [في الآجال وحقيقتها]

صفحة 96 - الجزء 1

فصل [في الآجال وحقيقتها]

  والأجل⁣(⁣١): وقت ذهاب الحياة وهو واحد إن كان ذهابها بالموت اتفاقاً.

  بعض⁣(⁣٢) أئمتنا $، والبغدادية: وأجلان إن كان ذهابها بالقتل خرم، وهو الذي يقتل فيه، ومسمى وهو الذي لو سلم من القتل لعاش قطعاً حتى يبلغه، ويموت فيه.

  بعض⁣(⁣٣) أئمتنا $، وبعض شيعتهم، والبهشمية: يجوز ذلك قبل وقوع القتل لا بعده، إذ قد حصل موته بالقتل.

  المجبرة: لا يجوز قبله ولا بعده البته.


(١) قال السيد العلامة الحجة الحسين بن يحيى المطهر حفظه الله في القول السديد: هذا وقد كثر الخلاف في الأجل، وفي تحديده، وفي تعبير أصحابنا عنه اضطراب وغموض، وليس نفس الموت، أو القتل كما قد يُفْهَمُ من تحديدهم له. والذي أراه، وأوصلتني إليه الأدلة - التي هي شِبْهُ متضاربة - أن الله سبحانه وتعالى جعل لكل حيوان مدة يستحق الحياة فيها بِجَعْلِ اللهِ له ذلك، تزيد وتنقص بشروط إن حصلت، كالرزق سواء سواء، وليس لأحد أن يتعدى على حيوان في هذه المدة، وإن مكنه الله إلا بترخيص من الله له، وآخر تلك المدة هو الأجل، ويجوز تأخير الأجل، وتقديمه ممن له ذلك وهو الله كأجل الدين، يجوز تأخيره مطلقاً، وتقديمه بشرط أن يذكره عند ذكر الأجل، كأن يقول: إن قضيت الدين الأول فأجلك كذا، وإلا فكذا. ولا يخرج الأجل عن كونه أجلاً تقدّم الموت أم تأخر. والأدلة التي أوصلت إلى هذا مثل قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}⁣[البقرة: ١٧٩]، فدل على أنها تحصل بسبب إيجاب القصاص حياةٌ، لولا هو لم تحصل؛ لأنَّ القاتل - أي المريد - يتجنب القتل إذا خاف القصاص، فيسلم هو من القصاص، ويسلم غريمه من القتل، وكذا قوله تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}⁣[فاطر: ١١]، فدل على أنه يصح الزيادة والنقصان في العمر، وكذا قوله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً}⁣[الكهف: ٨٠]، فدلت على أنه قتله لئلا يرهق أبويه طغياناً وكفراً، وأنه لو لم يقتل في ذلك الوقت لطال عمره. وفي الحديث عنه ÷: «إن الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاثُ سنين، فيجعلها الله ثلاثاً وثلاثين سنةً، وإنَّ الرجل ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاثٌ وثلاثون، فيجعلها الله ثلاثاً»، وفي حديث آخر: «بر الوالدين، وصلة الرحم زيادةٌ في الرزق، ومَنْسَأَةٌ في العمر»، وفي حديث آخر: «من أحب أن يملى له في عمره، ويبسطَ له في رزقه، ويستجابَ له الدعاء، ويدفعَ عنه ميتةُ السوء، فليطع أبويه في طاعة الله ø، وليصل رحمه ..» الخ. وفي حديث آخر: «من يضمن لي واحدة أضمن له أربعاً، من يصل رحمه فَيُحِبَّهُ أهلُه، ويَكثُرَ مالُه، ويطولَ عُمُرُه، ويدخلَ جنة ربه».

(٢) كالإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى #.

(٣) هو الإمام المهدي أيضاً.