الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فصل [في الآجال وحقيقتها]

صفحة 97 - الجزء 1

  لنا: قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}⁣[البقرة: ١٧٩] وهو نص صريح يفيد القطع بأن القتل خرم، إذ لو ترك المقتول خشية القصاص لعاش قطعاً، ولو ترك المقتص منه لتركه القتل الموجب للقصاص لعاش قطعاً كما أخبر الله تعالى في قصة قتل الخضر # الغلام؛ لأنه لو لم يقتله لعاش قطعاً حتى يرهق أبويه طغياناً وكفراً كما أخبر الله تعالى.

  وأيضاً لو لم يكن إلا أجلاً واحداً لزم أن لا ضمان على من ذبح شاة الغير عدواناً: إذ أحلها له، فهو محسن عند المجبرة غير آثم للقطع بالإحسان، وآثم عند غيرهم بالإقدام غير ضامن لانكشاف الإحسان.

  قالوا: يلزم آجال.

  قلنا: لا دليل على غيرهما، فلا يلزم.

  المجبرة: يكشف عن الجهل في حق الله تعالى، إذ قطع القاتل أجله.

  قلنا: لا؛ لأن الله سبحانه عالم بالبقاء وشرطه وهو: ترك الجناية، والقتل وشرطه وهو: حصول الجناية، فلم يكشف عن الجهل في حقه تعالى إلا لو كان لا يعلم إلا البقاء وشرطه فقط.

  ألا ترى أن قتل الخضر # الغلام لم يكشف عن الجهل في حقه تعالى حيث علم أنه يرهق أبويه طغياناً وكفراً لو تركه الخضر #.

  قالوا: قال الله تعالى: {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ}⁣[آل عمران: ١٥٤].

  قلنا: معنى الآية الشهادة للقتلى رحمهم الله بصدق إيمانهم، وبامتثالهم لأمر الله تعالى، أي: لو كنتم أيها المنافقون في بيوتكم متخلفين، وعن الحرب مثبطين لم يكن القتلى من المؤمنين رحمهم الله تعالى بمتخلفين مثلكم اقتداء بكم، ولا سامعين لكم أن تثبطوهم بدليل أول الكلام، وهو قوله تعالى حاكياً عنهم: