فصل [في التكليف ووجه حسنه]
فصل [في التكليف ووجه حسنه]
  والتكليف لغة: تحميل ما يشُقّ.
  واصطلاحاً: البلوغ والعقل.
  وشرعاً: تحميل الأحكام.
  ووجه حسنه كونه عرضاً على الخير كما مر، وكذلك الزيادة فيه من إمهال إبليس والتخلية وإنزال المتشابه وتفريق آيات الأحكام الخمسة، وإبقاء المنسوخ مع بقاء الناسخ، ونحو ذلك؛ لأنها عرض على استكثار الثواب، وهو حسن.
  المسلمون: ولم يكلف الله سبحانه وتعالى إلا ما يطاق.
  الأشعري: بل كلف الله أبا جهل ما لم يطق؛ حيث أمره أن يَعْلَم ما جاء به النبي ÷، وبالإيمان معاً، ومن جملة ما جاء به النبي ÷ الإخبار بأنه كافر.
  فإعلامه به تكليف، ويلزم التكليف بلازمه، وهو الكفر مع الإيمان، والجمع بينهما لا يطاق.
  والجواب والله الموفق: أن كفر أبي جهل - لعنه الله تعالى - سبب للإعلام بأنه كافر ضرورة، لا أن ذلك الإعلام سبب لحصول كفره، وإذا لم يكن الإعلام سبباً لم يلزم التكليف بالكفر.
  وأيضاً فإنا نقول: لم يكلف أبو جهل بالعلم بأنه كافر لحصوله عنده بسبب كفره، إذ تحصيل الحاصل محال، وكذلك أمر الحكيم به محال.
  فثبت أنه لم يكلف إلا بالإيمان فقط، مع أن ما ذكره الأشعري رد لقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦].