فصل
فصل
  وهو خطابٌ للموجودين اتفاقاً.
  والمختار وفاقاً للحنابلة: وخطابٌ لمن أدرك بعدهم أيضاً؛ لأن السابق مأمور بإبلاغه اللاحق.
  كما أن النبي ÷ مأمور بإبلاغه الموجود، ولقوله تعالى ملقناً لرسوله ÷: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}[الأنعام: ١٩].
  الجمهور: بل لزم مَنْ بعدهم بدليل آخر وهو إما الإجماع أو القياس.
  لنا: ما مر ولا مانع منه.
فصل [في بيان المحكم والمتشابه]
  والمحكم: مالا يحتمل أكثر من معنى، أو يدل على معان امتنع قصر دلالته على بعضها دون بعض، نحو: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ}[لقمان: ١٧] ويسمى النص.
  أو يكون أحد معانيه أظهر لسبقه إلى الفهم، ولم يخالف نصّاً ولا إجماعاً، ولا يثبت ما قضى العقل ببطلانه، ويسمى الظاهر.
  والمتشابه: ما عداهما.
  أئمتنا $ والمعتزلة وبعض الأشعرية: ويعلم تأويله الراسخون في العلم، بأن يحملوه على معناه الموافق للمحكم.
  وبعض الأشعرية وغيرهم: لا يعلمه إلا الله.
  قلنا: خوطبنا به والحكيم لا يخاطب بما لا يفهم، وأيضا الواو في قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}[آل عمران: ٧]، ظاهرة في العطف، وإن سلم عدم ظهوره كذلك فمتشابه؛ لاحتماله الحال والاستئناف والعطف، فيلزمهم ألا يحتجوا بها؛ لكونهم لا يعلمون تأويلها.
  قالوا: ورد الوقف على الجلالة.