فرع
  و «لا تخالفوهم فتضلوا(١)» ونحو ذلك.
  ومن أخطأ أو سها بعد البحث والتحري فمعذور؛ لقوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ}[الأحزاب: ٥] وقوله ÷: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان».
(١) قال الإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # في لوامع الأنوار: وخبر: «قدّموهم ولا تقدموا عليهم»، مروي في أخبار الثقلين المتواترة. أخرج محمد بن سليمان الكوفي ¥ بسنده إلى الإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية، وأخيه الإمام يحيى بن عبدالله، عن أبيهما الكامل عبدالله بن الحسن، عن جدّهما، عن علي بن أبي طالب، قال: لما خطب أبو بكر، قام أُبي بن كعب، فقال: يا معشر المهاجرين والأنصار، ألستم تعلمون أن رسول الله ÷ قال: «أوصيكم بأهل بيتي خيراً فقدموهم ولا تقدموا عليهم، وأمِّروهم ولا تأمَّروا عليهم ... إلى آخره»؟ وأخرج الإمام المرشد بالله # في أماليه، بسنده إلى أبي سعيد، عن النبي ÷ أنه قال: «لا تعلموا أهل بيتي فهم أعلم منكم، ولا تشتموهم فتضلوا». وقال ÷: «لا تعلموا أهل بيتي فهم أعلم منكم، ولا تسبقوهم فتمرقوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تولوا غيرهم فتضلوا»، أخرجه في الكامل المنير، عن زيد بن أرقم. وقال ÷: «أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة: المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطرّوا، والمحب لهم بقلبه ولسانه»، أخرجه الإمام الرضا علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، بسند آبائه (ع)، وأخرجه الديلمي عن الإمام علي. أخرج السمهودي الشافعي في كتابه جواهر العقدين، عن الحافظ الزرندي في كتابه درر السمطين، عن إبراهيم بن شيبة الأنصاري، قال: جلست إلى الأصبغ بن نباتة، فقال: ألا أقرئك ما أملاه علي بن أبي طالب ¥؟ فأخرج إليَّ صحيفة فيها مكتوب ما لفظه: (﷽ هذا ما أوصى به محمد أهل بيته وأمته؛ أوصى أهل بيته بتقوى الله ولزوم طاعته؛ وأوصى أمته بلزوم أهل بيته، وأن أهل البيت يأخذون بحجزة نبيهم ÷، وأن شيعتهم يأخذون بحجزهم يوم القيامة، وأنهم لن يدخلوكم في باب ضلالة، ولن يخرجوكم من باب هدى). وأخرج الطبراني في الكبير، عن ابن عمر، قوله ÷: «أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي أهل بيتي، ثم الأقرب فالأقرب من قريش، ثم الأنصار، ثم من آمن بي واتبعني من اليمن، ثم سائر العرب، ثم الأعاجم؛ ومن أشفع له أولاً أفضل»، أورده من هذه الطريق في التفريج، وكذا في الجامع الصغير، وفيه: قال الشيخ: حديث صحيح. وقال - أيده الله - في تخريج الشافي: رواه الطبراني، والدارقطني، والذهبي ... إلخ. [انتهى نقلاً من اللوامع بتصرف ط ٣/ ج ١/ ص ٨٤٧ وما بعدها].