الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فصل

صفحة 140 - الجزء 1

  وبيان الاستدلال به أنه ÷ أثبت له جميع ما لهارون من موسى إلا النبوة ولو علم شيئاً لم يكن له لأخرجه.

  ومن جملة ما لهارون من موسى الخلافة بدليل قوله تعالى: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي}⁣[الأعراف: ١٤٢].

  فإن قيل: لم يعش هارون بعد موسى، فلم تثبت له الخلافة بعده.

  فالجواب والله الموفق: أنه لا خلاف أنه لو عاش هارون # لكانت الخلافة له، ولأنه شريك موسى ª في أمره؛ لقوله تعالى حاكياً عن موسى: {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}⁣[طه: ٣٢]، وقيام الشريك بحقه أولى من قيام غيره به.

  وما تواتر معنى من الأخبار المصرحة بالإمامة نحو خبر «البساط»⁣(⁣١) وخبر


= شيبة، ورواه في مسند أحمد بعشرة أسانيد، ومسلم من فوق سبع طرق، ورواه البخاري، في صحيحيهما، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم صاحب المستدرك، والطبراني، والخطيب، والعقيلي، والشيرازي، وابن النجار. وعلى الجملة، الأمر كما قال الإمام الحجة، عبدالله بن حمزة (ع): والخبر مما علم ضرورة، انتهى. قال السيد الإمام الحسين ابن الإمام (ع) في شرح الغاية بعد سياق رواياته من كتب المحدثين: واتفق الجميع على صحته، حتى صار ذلك إجماعاً منهم. قال الحاكم النيسابوري: هذا حديث دخل في حد التواتر.

[الرواة من الصحابة لحديث المنزلة]

قال ابن الإمام: وقد رواه عدد كثير من أصحاب رسول الله ÷، منهم: علي، وعمر، وسعد بن أبي وقاص، وأبو هريرة، وابن عباس، وابن جعفر، ومعاوية، وجابر بن عبدالله، وأبو سعيد الخدري، والبراء بن عازب، ومالك بن الحويرث، وأم سلمة، وأسماء بنت عميس؛ وأخرجه ابن المغازلي في مناقبه عن سعد بن أبي وقاص من اثني عشر طريقاً، وعن أنس وابن عباس وابن مسعود، ومعاوية بن أبي سفيان. انتهى. قلت: وقد ساق الإمام المنصور بالله (ع)، في الشافي طرقه من كتب العامة، بما فيه كفاية؛ وفي إحدى الطرق المسندة مانصه: سأل رجل معاوية عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فإنه أعلم. [انظر اللوامع ط ٣/ ج ١/ص ١٩٠: ١٩٥].

(١) خبر البساط (أو حديث حمل الريح جماعة من أصحاب النبي إلى اصحاب الكهف وتسليمهم عليهم وعدم ردهم سلام أحد منهم غير سلام علي!) ٤٩١ - وروى أنس أنه أهدي لرسول الله ÷ بساط من «خندف» فقال: يا أنس ابسطه. فبسطه ثم قال: ادع العشرة فلما دخلوا أمرهم بالجلوس على البساط ثم دعا عليا فناجاه مليا ورجع علي فقعد على البساط ثم قال: يا ريح احملينا. فحملتنا الريح فإذا البساط يزف بنا ثم قال: يا ريح =