فصل
  أي: في صلاحيته # للإمامة، ولذلك لم ينازعاه في تقدمه كرم الله وجهه عليهما، وهذا المعنى لا يختلف عند أهل اللسان العربي، وهذا الخبر مجمع على صحته.
  العترة $ والشيعة: ولا دليل على إمامة من ذكره المخالف.
  البكرية: بل النص الجلي في أبي بكر.
  قلنا: لم يظهر هذا والإجماع على وجوب ظهور ما تعم به البلوى علماً وعملاً.
  الحسن البصري(١): بل النص الخفي المأخوذ من الإمامة الصغرى.
  قلنا: هي بمعزل عن الإمامة الكبرى، بدليل أنها تصح من المماليك، وإن سلم ففي الرواية الصحيحة أن النبي ÷ لم يأمره، وإنما أمرته عائشة، وإن سلم فأمر رسول الله ÷ إياه أوَّلاً وعزله إياه آخراً بيان منه لعدم استحقاقه.
= والخيرية والإمامة، نحو: الخبر الشريف، الذي قال فيه إمام الأئمة، الهادي إلى الحق (ع) ما نصه: وأجمعت الأمة أن رسول الله ÷ قال: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما»، وقال: «هما إمامان قاما أو قعدا»، وأجمعوا أن رسول الله ÷ قال: «إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي؛ إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»، انتهى. وقال الإمام المنصور بالله (ع) في الشافي: وروينا من غير طريق أن النبي ÷ قال: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما»، انتهى. قال السيوطي في الجامع الصغير - وقد ساق الرواة والمخرجين لقوله ÷: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» - ما لفظه: وهو متواتر؛ أفاده العزيزي. وقال الإمام (ع) في الشافي: والأمة لم تختلف في قول رسول الله ÷: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خير منهما». وقال أيضاً: والخبر مشهور، تلقته الأمة بالقبول. قال - أيده الله تعالى - في التخريج: قال الإمام الحسن بن بدر الدين (ع): والعترة مجمعة على صحته. وقال: إنه مما ظهر، واشتهر بين الأمة، وتلقته بالقبول، ولا جحده أحد، ممن يعوّل عليه من علماء المسلمين. ثم حكى عن الإمام القاسم بن محمد، والمرتضى بن المفضل، والشرفي، وحميد الشهيد، برواية الإمام عز الدين بن الحسن، والقاضي عبدالله بن زيد، والنجري، والقاضي أحمد حابس، مثل ذلك [اللوامع ط ٣/ ج ٢/ ص ٦٨٨، ٦٩٠].
(١) الحسن البصري بن أبي الحسن بن يسار أبو سعيد البصري، مولى زيد بن ثابت، وأمه مولاة لأم سلمة أم المؤمنين، أحد الأعلام كان إمام أهل البصرة، وكان من عظماء التابعين وكبارهم، اشتهر بعلمه وزهده وتقواه، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر. مات أول رجب سنة عشر ومائة. تمت موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية.