الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

خاتمة [في افتراق الأمة وبيان الفرقة الناجية]

صفحة 179 - الجزء 1

  قلت: وهو الحق: لاحتمال أن يكون أكلها دائم في القيامة لا في أيام الدنيا.

  الهادي #: وجنة آدم # كانت في الأرض؛ لقوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}⁣[البقرة: ٣٠] ولا دليل على إطلاعه إلى السماء.

  وقال غيره: بل هي في السماء؛ لقوله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا}⁣[طه: ١٢٣].

  قلنا: كقوله تعالى: {اهْبِطُوا مِصْرًا}⁣[البقرة: ٦١].

خاتمة [في افتراق الأمة وبيان الفرقة الناجية]

  اعلم أن الأمة قد تفرقت إلى مذاهب شتى، وليس كلها بمصيب؛ لما مر، ولقوله ÷: «ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إلا فرقة واحدة»⁣(⁣١)، وهذا الخبر متلقى بالقبول، ولم يمت ÷ إلا وقد بلغ عن الله تعالى بيان الفرقة الناجية؛ لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}⁣[المائدة: ٣] وقوله ÷: «ما تركت شيئاً يقربكم إلى الجنة إلا دللتكم عليه» الخبر بآية المودة وآية التطهير، وآية المباهلة وغيرها من الآيات الدالة على أنها هي العترة الطاهرة ومن تابعها، وبما ورد في المعصومين خاصة مما لا ينكره الموالف والمخالف.

  ومما ورد فيهم وفي سائر العترة $ عامة قوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوضَ» وهذا الخبر متواتر مجمع على صحته.

  وقوله ÷: «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها


(١) رواه في أصول الأحكام بلفظ: «تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة» والمراد بذلك تفرق الأقوال. [وقال في الحاشية]: أخرجه الإمام المؤيد بالله (#) في شرح التجريد (خ) وفي صحيح ابن حبان: ١٤/ ١٤٠، ١٥/ ١٢٥، والمستدرك على الصحيحين: ١/ ٤٧، ٢١٧، ٢١٩، ٢/ ٥٢٢، ٣/ ٦٣١، ٤/ ٤٧٧، مجمع الزوائد: ١/ ١٥٦، ١٦٢، ١٧٩، ١٨٩، ٦/ ٢٢٦، ٢٣٣، ٢٣٤، وفي سنن البيهقي الكبرى: ٨/ ١٨٨، مصنف ابن أبي شيبة: ٧/ ٥٥٤، مسند أحمد: ٢/ ٣٣٢، ٣/ ١٢٠، ١٤٥، مسند أبي يعلى: ١٠/ ٣١٧، ٣٨١، ٥٠٢، المعجم الكبير: ١٠/ ٢٢٠.