[الخلاف في خلق الجنة]
  وما روى ابن البيع بإسناده إلى النعمان بن سعد قال: كنا جلوساً عند علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقرأ قوله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا}[مريم: ٨٥] قال: (لا والله ما على أرجلهم يحشرون ولا يساقون ولكنهم يؤتون بنوق من نوق الجنة لم تنظر الخلائق إلى مثلها، أرحالها الذهب وأزمتها الزبرجد، فيقعدون عليها حتى يقرعوا باب الجنة)، ثم قال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، يعني: البخاري ومسلماً.
  وروى البخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة عن النبي ÷ قال: «يحشر الناس على ثلاثة طرائق راغبين وراهبين، فاثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير» الخبر ونحوه.
  فإن سلم التعادل وجب طرحها، والرجوع إلى ما قدمناه من الأدلة.
  وإنطاق الجوارح حقيقة. وقيل: مجاز.
  قلنا: لا مانع؛ لقدرة الله سبحانه على ذلك كتسبيح الحصى في كفه ÷.
[الخلاف في خلق الجنة]
  الهادي # وأبو هاشم وغيرهما: والجنة والنار لم يخلقا قطعاً؛ لقوله تعالى: {أُكُلُهَا دَائِمٌ}[الرعد: ٣٥] ولا بد من فناء كل شيء، كما مر.
  أبو علي وأبو الحسين: بل خلقتا قطعاً؛ لقوله تعالى: {أُعِدَّتْ}.
  قلنا: في علمه تعالى.
  قالوا: قال تعالى: {وَلَقَدْ رَأَىهُ نَزْلَةً أُخْرَى ١٣ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ١٤ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى}[النجم].
  قلنا: تلك جنة تأوي إليها أرواح الأنبياء À، والشهداء في بقية أيام الدنيا، لا جنة الخلد التي وعد المتقون؛ جمعاً بين الأدلة.
  المرتضى والمهدي @: لا قطع بأيهما.