الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فصل [في ذكر ما قيل في صفاته تعالى]

صفحة 42 - الجزء 1

  الحسين البصري والرازي وغيرهما في صفته تعالى الوجودية.

  ومعناه: أنه قادر بذاته تعالى لا بأمر غيره، ونحو ذلك.

  بعض⁣(⁣١) أئمتنا $ وبعض⁣(⁣٢) شيعتهم، وأبو علي⁣(⁣٣)، والبهشمية⁣(⁣٤): بل هي أمور زائدة على ذاته⁣(⁣٥).

  قلنا: يلزم تلاشيها؛ لأنها إما موجودة، أو معدومة، أو لا موجودة ولا معدومة.

  ليس الثالث؛ إذ لا واسطة بين الوجود والعدم.


= يُتَوَهَّم. وإنما المقصود أن ليس لله آلات يقدر بها، ويعلم بها، ويسمع بها، ويبصر بها، وليس له حياة، وليس إلا مجرد الذات قادرة، عالمة، سميعة، حية، بصيرة، فليس له قدرة يقدر بها، وكذا البواقي، فهو نفي للصفات الحقيقية. وليس المراد أيضاً أن ذاته آلة، بل المراد: أنه لا تخفى عليه المسموعات، والمبصرات، والمعلومات، والمطعومات، والمشمومات، وسائر المدرَكات، ولا يعجز عن كل المقدورات. فلا يلزم ما ذُكِرَ، ولا ما توهم، فهو قادر في الأزل بدون قدرة، وكذا البواقي، فافهم هذا موفقاً إن شاء الله. والمدرَكات كلها بمعنى العلم، وليس يحصل لله إدراك للمعلومات، والمدرَكات، المسموعات، والمبصرات وسائر المدرَكات حتى يحتاج آلة يدرك بها ذلك، ولا آلة يخلق بها، أو يستعين بها؛ فالمدرَكات كلها معلومات في الأزل، ولا تخفى عليه دائماً. وإنما يقال: عَلِمَ ويَعْلَم باعتبار وجود المعلومات ماضيها، وحاضرها، ومستقبلها. وإذا قال: ولما يعلم ونحوها، فإنما المراد أنها ما قد حصلت، فلا يصح أن يخبر أنه قد علم حصول وقوعها، ومضيها وما قد وقعت بل يعلم أنها ستقع. وإنما يعلم المعلومات على ما هي عليه فالماضي ماضياً، والمستقبل مستقبلاً، والحاضر حاضراً.

(١) هو الإمام المهدي #.

(٢) الحسن الرصاص والفقيه يحيى القرشي وغيرهما.

(٣) أبو علي محمد بن عبدالوهاب الجبائي المعتزلي، شيخ المعتزلة ومن أهل علم الكلام، قال الإمام المهدي #: هو الذي سهل علم الكلام، وكان ممن يقول بتفضيل أمير المؤمنين علي #، حكاه عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة في الجزء الأول في المقدمة، له الكثير من المؤلفات في علم الكلام، توفي سنة ثلاث وثلاثمائة بالبصرة. ح تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين.

(٤) البهشمية: أتباع أبي هاشم المتقدم ذكره عبدالسلام محمد بن سلام.

(٥) قال السيد العلامة الحجة الحسين بن يحيى المطهر حفظه الله في القول السديد: هذا وأما المعتزلة فبعضهم جعل لله مَزِيَّة بكونه قادراً وعالماً وكذا سائرها، وهؤلاء الذين يثبتون المزايا، وبعضهم يثبتون الأحوال ويقولون: لله حالة بكونه قادراً غير حالة كونه عالماً، فإن أرادوا بهذه أموراً اعتبارية، ولا يثبتون شيئاً غير الله، وإنما يريدون أن مفهوم العلم غير مفهوم القدرة فلا ضير، وإلا فليس لهم دليل على ما يدعونه.