فرع [في الرؤية]
فرع [في الرؤية]
  العترة $ جميعاً وصفوة الشيعة والمعتزلة وغيرهم: والله سبحانه لا تدركه الأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة؛ لأن كل محسوس جسم أو عرض فقط، وكل جسم أو عرض محدث لما مر.
  الأشعرية: بل يُرى في الآخرة بلا كيف(١).
  قلنا: لا يعقل.
  الرازي: معناه معرفة ضرورية وعلم نفسي بحيث لا يشك فيه.
  قلت وبالله التوفيق: فالخلاف حينئذٍ لفظي.
  ضرار(٢): يُرى بحاسة سادسة.
  قلنا: لا يعقل، فإن عنى به ما ذكره الرازي فالخلاف لفظي أيضاً.
  المجسمة: كالمرئيات بناء على مذهبهم، وقد مر إبطاله.
  قالوا: قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ٢٢ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[القيامة]، وفي الحديث: «سترون ربكم يوم القيامة كالقمر ليلة البدر».
  قلنا: معنى قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} أي: منتظرة رحمته، كقوله تعالى: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}[النمل: ٣٥]، أي: منتظرة.
  وقوله تعالى حاكياً عن الأشقياء: {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}[الحديد: ١٣] أي: انتظرونا، وقوله تعالى: {وَقُولُوا انْظُرْنَا}[البقرة: ١٠٤]، أي: انتظرنا،
(١) ومعنى قولهم: بلا كيف، أي: بلا صفة، أي يرى لكن لا يتصف بأي صفة من الصفات فلا يوصف بالفوقية والتحتية والطول والعرض وغير ذلك من صفات الأجسام.
(٢) ضرار بن عمرو الغطفاني قاض من كبار المعتزلة طمع في رئاستهم في بلده فلم يدركها فخالفهم فكفروه وطردوه، وصنف نحو ثلاثين كتاباً. قال فيه الجشمي: ومن عده من المعتزلة فقد أخطأ؛ لأنا نتبرأ منه فهو من المجبرة. توفي نحو ١٩٠ هـ. أهـ أعلام