فرع
  وقال الشاعر(١):
  وجوه يوم بدر ناظرات ... إلى الرحمن يأتي بالخلاص
  والخبر مقدوح فيه، وإن صح فمعناه: ستعلمون ربكم، كقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ}[الفرقان: ٤٥]، وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ}[البقرة: ٢٤٦]، أي: ألم تعلم، وقول الشاعر(٢):
  رأيت الله إذ سمى نزاراً ... وأسكنهم ببكة قاطنينا
  أي: علمت.
  ولنا: قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهْوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهْوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[الأنعام: ١٠٣]، وقوله تعالى: {لَنْ تَرَانِي}[الأعراف: ١٤٣]، ولم يفصل.
فرع
  والله تعالى لم يلد ولم يولد.
  بعض اليهود: بل ولد عزيراً.
  بعض النصارى: بل ولد عيسى.
(١) هو حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي، من فحول الشعراء في الجاهلية والإسلام، روى عنه عمر وأبو هريرة وعائشة، مات قبل الأربعين في خلافة علي #، وقيل سنة خمسة وأربعين وله مائة وعشرون سنة، وكان عثمانياً. تمت نقلاً من كتاب لوامع الأنوار (ط ٣/ ج ٣/ص ١١٨).
(٢) هو من أسد مضر بن نزار، قال في سير أعلام النبلاء الجزء الخامس ص ٣٨٨: الكميت بن زيد الكوفي، أقدم شعراء وقته، قيل: بلغ شعره خمسة آلاف بيت، روى عن الفرزق وأبي جعفر الباقر ... إلى قوله: قال أبو عبيدة: لو لم يكن لبني أسد إلا الكميت لكفاهم حببهم إلى الناس وأبقى لهم ذكراً. وقال أبو عكرمة الضبي: لولا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمان، ولا للبيان لسان. مدح علي بن الحسين فأعطاه من عنده من بني هاشم أربعمائة ألف ... إلخ كلامه. قال المبرد: وقف الكميت وهو صبي على الفرزدق وهو ينشد فقال: يا غلام أيسرك أني أبوك؟ فقال: أما أبي فلا أبغي به بدلاً، ولكن يسرني أن تكون أمي؛ فحصر الفرزدق وقال: ما مر بي مثلها. قلت: قال ابن عساكر: ولد سنة ستين، ومات سنة ست وعشرين ومائة، وهو أعرف من أن يوصف ... إلخ. تمت نقلاً من عيون المختار للإمام مجدالدين المؤيدي # بتصرف يسير.