فرع
  المرتضى #: وصفات الفعل: ما يصح إثباتها ونفيها نحو: خالق لخلقه تعالى، غير خالق للمعاصي.
  واختلف في مسألتين: الأولى: مالك ورب.
  المهدي # وغيره: وهما صفة ذاتية؛ إذ هما بمعنى قادر.
  البلخي: بل هما صفة فعل؛ لأن المالك لا يكون إلا بعد وجود المملوك.
  والرب من التربية، ولا يكون إلا بعد وجود المربى.
  والحق أنهما صفتا ذات لا بمعنى قادر؛ إذ لا يدلان على معنى قادر مطابقة بل التزاماً كعالم، ولا قائل بأن عالماً بمعنى قادر.
  وليستا بصفتي فعل؛ لثبوتهما لغة لمن لم يفعل ما وضعا له من حيث يقال: فلان رب هذه الدار وإن لم يصنعها أو يزد فيها أو ينقص، وفلان مالك ما خلف أبوه وإن لم يحدث فعلاً، فهما صفتا ذات له تعالى باعتبار كون المملوك له فقط.
  وهما حقيقتان قبل وجود المملوك قطعاً لا مجاز؛ لما سيأتي إن شاء الله تعالى.
  والثانية: حليم، وغفور.
  أبو علي: وهما من صفات الفعل، أي فاعل للعصاة ضد الانتقام، من إسبال النعم، والتمهيل، وقبول توبة التائب.
  أبو هاشم: بل صفتا نفي، أي: تارك الانتقام.
  قلت: وهو الحق؛ لأنه معناه لغة.
= الذات هي القائمة بالذات كالألوان، والقدرة، والعلم، والحياة، والسمع، والبصر، والإرادة، والكراهة، والمحبة، ونحوها، فإن كانت ملازمة لا يمكن تخلفها عن موصوفها فهي الصفة الذاتية، ومعنى ذاتية أنها من شأن ذاته، ومن حقيقتها، وأنه استحقها من أجل ذاته، أي من حقيقة ذاته، كالتحيز للجسم، فإنه لا يمكن تخلف الجسم عنها، ولا تخلفها عنه، فالصفات المذكورة في حقنا، - غير التحيز - صفات ذات فقط، وفي حق الباري تعالى صفات ذات ذاتية، وإن لم تكن حالة فيه لكنها منسوبة إلى الذات ثابتةٌ لها لا تتخلف عنها؛ لأنها ليست بفعل فاعل، وهذا هو الفرق بين صفة الذات، والذاتية، فافهم الفرق بينهما.