فرع
فرع
  والله خالق ما سيكون حقيقة، وفاقاً لبعض أهل العربية وأبي هاشم، فلا يفتقر إلى السمع.
  الجمهور: بل مجاز؛ لعدم حصول معنى المشتق منه وهو الخلق، ولافتقاره إلى القرينة.
  قلنا: الاشتقاق لا يفتقر إلى حصول معنى المشتق منه؛ إذ ليس بمؤثر فيه، بل للواضع أن يشتق من اسم ما سيحصل له مثل تسميته له ولا مانع، وقد حصل حيث يطلق على المشتق له قبل حصول معنى المشتق منه، وحاله، وبعده على سواء، ونصب القرينة لا بد منها لكل واحد من الثلاثة عُرِف ذلك بالاستقراء، وليس ذلك إلا للاشتراك فقط، ففي دعوى الحقيقة في البعض دون البعض تحكم.
  وأيضاً لا مانع من أن يقال: إنه خالق ما سيكون قبل ورود السمع، فلو كان مجازاً لامتنع.
فصل
  - ويختص الله تعالى من الأسماء بالجلالة، وبرحمن مطلقاً، وبرحيم غير مضاف، ورب كذلك.
  البلخي: يجوز أن يطلق رب على غيره تعالى غير مضاف؛ إذ هو من التربية كما مر له.
  قلنا: لا يحمله السامع على غير الله تعالى فامتنع.
  - وبذي الجلال، وذي الكبرياء، وبديع السماوات ونحوها.
  - أئمتنا $: وبثابت في الأزل، لا بقديم خلافاً لقوم في الطرفين(١).
(١) أما الطرف الأول فقال من أثبت الذوات في العدم: لا يختص الله بالثبوت في الأزل وفرقوا بين الثبوت والوجود. وأما الطرف الثاني فقال أبو علي: لا يجوز إطلاق لفظ قديم إلا على الله؛ إذ معناه هو الموجود في الأزل وكل موجود سوى الله فهو محدث؛ انتهى. وإذا أطلق لفظ قديم على غيره تعالى فقال: يحمل على المجاز كقوله تعالى: {كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}.